فمّا راجل ماخذ مرا ، واحد تاجر بقداه و معناه لاباس عليه ، و عايش هو و هاك المرا في الغاية و النهاية ، لكن بعد مُدّة ما تعاشروش ، كيف ما يقولوا طبيعتو ما جاتش موافقة لطبيعتها ، اللي يعجبو هو ما يعجبهاش هي و اللي يعجبها هي ما يعجبوش ، مش فرد طبيعة مش فرد ذوق مش فرد أخلاق ، تفارقوا ، عطاها طليقتها و مشات لدار بوها .
هاو كيف طلّقها هو المرا كانت حبلة . عدّات 9 شهُر ، ولدت جابت وليّد . جاه الخبر . اللي جا خبّرو عطاه البشارة و مشى قضى ما يلزم من سمن و من عسل و من جلجلان للزّرير و من سميد للعصيدة و قصّ و فصّل للصّغير و لأمّو و قام بواجبو و ما خلاّش من جهدو و بعثلها القضية ، و قعد ساعة ساعة يتفقّدها بحويجة ، من جهة الرّضاعة كيف ما نقولو و الحضانة ، عامل كاينّو قاضي الفريضة حكم عليه بشي و هو طايع بأمرو و قاعد ينفّذ ، و هو لا حكم عليه لا قاضي لا حدّ ، آما وحدو ، هذاكا ولدو على كل حال و هذيكا ماهي إلاّ أمّ ولدو .
أيّا جا مكتوب هاك المرا هذيكا ، خذات راجل . هاك الراجل تاجر حتى هو ، في خير ، و طلع يحبّها محبّة مفرطة ، اللي يكسبو الكل عملهولها بيعة و شرية و وين يشري ملكة جديدة يكتبهالها باسمها ، مرّة دار مرّة حانوت مرّة هنشير مرّة فندق .. حتى ولّى صندوقها مليان بالعقود .
الراجل لول م اللي تولد ولدو ما شافوش ، ما يعرفوش ، ما يجيبش في وجهو أمارة . كبر الوليّد ، كيما تقول إنت عمل عامين ولا 3 ، شوّقتّو نفسو حبّ يشوف ولدو ، بعثلها قاللها :
– ” توحّشت الوليّد ماذا بيّا نجي نطلّ عليه ولاّ ابعثهولي لداري نشوفو ولاّ لبقعة أخرى ، وين يُظهرلك إنت ” ، اللي جا قاللها قالتلو :
– ” برّا قوللّو ما عندكش ولد ” .
– ” شنيّا ؟ آنا ما عنديش ولد ؟ ولدي موجود في البلاد و آنا ما نعرفش وجهو كيفنّوّا ؟ مالا آنا لواه حياتي ؟” و يقدّم و يوخّر و يمشي للدّيوان يحبّ يقابل الشّيخ القاضي .
أيّا اليوم نهار مجلس ، من غدويكا الشيخ ما جاش ، من بعد غدوا ثمّا نوازل مهمّة ، و هو يعطي في الجعالة لهاك الأعوان ، أيّا في الاخر قابلو بيه الشّيخ ، قالّو :
-” يا سيدي عندي ولدي أمّو مطلّقة و ماخذة راجل آخر و بعثتلها نحبّ نشوف ولدي و نطيّر منّو وحشة ما حبّتش تستعرف بيّا بالكلّ ” ،
قالّو : – ” إنت يا ولدي كيف لا تدفعلها لا نفقة لا حضانة ، ماهو سقط الحقّ على ولدك ” ، قالّو : – ” لا يا سيدي ، م اللي انزاد الوليّد و آنا قايم بواجبي أكثر م اللي لو كان حكم عليّا الشّرع ، و كان تحبّ شهود حاضر ” ،
قال : – ” مليح ، تعرفش كيفاش ، إيجا يا عون .. السّاعة شكون ماخذة هي توّا ؟” ، قالّو :
– ” سيدي ماخذة فلان الفلاني و تسكن عندو في دارو في الحومة الفلانيّة ” ،
قالّو : – ” برّا امشي على نفسك و غدويكا يمشيلها العون ، غدويكا الحيّ عند العصر اقعد في قهوة ، آما قهوة تحبّ ؟” ،
قالّو : – ” يا سيدي كيف كيف ، وين يظهرلك إنت ” ،
قالّو : – ” مالا اقعد كيما نقولو في قهوة العطّارين و غدوا اقعد ثمّا ، عند العصر هالعون هذايا يجيبلك ولدك يقعد بحذاك شويّة طيّر منّو وحشة ، شرّبو كويّس روزاتا كان تحبّ ولاّ اشريلو شويّة حلوى و كان يظهرلك اشريلو حويجات ، و منها يهزّو العون يرجّعو لاّمّو و اعطيه أجرو ، و يعود كلّ نصيّف شهر يجيبلك وليدك للقهوة “. أيّا سيدي ” تدوم حياتك ” و ” يجعلك نوّارة ” … مشى على نفسو .
لكن هاو النّاس ما يخلّيو حدّ في راحة ، ثمّا شكون من أصحاب الخير يمشي يجري يهزّها باردة و سخونة لهاك المرا ” راهو راجلك لول مشى للقاضي و بش يلزّم عليك كل نصف شهر تبعثلو الولد . و الولد راهو إذا كان عرف بوه توّا يهرب عليك “. آش تعمل هاك المرا ؟
تمشيلك تشري 100عظم تحطّهم في قُفّة و نصّ طُزّينة دجاج و تمشي لدار الشّيخ . قالتلو :
– ” يا سيدي اليوم جاك فلان الفلاني يحبّ يشوف ولدو . آنا أمّ الولد ، و إذا كان الولد استانس بيه توّا يزهد فيّا ” ،
قاللها : – ” مليح ، برّا امشي على نفسك ” ،
قالتلو : – ” هذي نعرفها عندك يا سيدي الشيخ ” ،
قاللها : – ” اتهنّى “.
من غدويكا الراجل جا ع الصّباح ، خرج للسّوق ، من حانوت ل حانوت يقلّب و يميّل في راسو حتى لقى قماش اللي عجبو ، قصّ منّو كسوة لولدو ، شرالو شاشيّة ، كُنطرا ، باكو حلوى قدّ الماهي على كلّ نوع ، من عند الظهر و هو في القهوة و القليّب يدقّ ، بش يشوف ولدو و يا سعدو يا فرحو .
العصر ما جا حدّ ، استنّى ربع ساعة ، نصف ساعة ، ساعة ، و هو يمنّي في نفسو ، هاو توّا يجيو هاو توّا يجيو هاو راهم في الثّنيّة حتى ظلامت الدّنيا و أذّن المغرب . طاح الليل ، ما عاد يجي حدّ ، تقطع الرّجا يا عظيم الرّجا . مشى على نفسو .
من غدويكا يصبّح في الدّيوان ، قال يحبّ يقابل الشّيخ . هاك الأعوان مشّاووه و جابوه النهار لول ، الثاني ، الثالث ، الخامس ، السّادس ، السّابع ، شبعوا منّو بالفلوس و لحيمتو طابت بهاك البنك اللي قاعد عليه و كبيدتو شاطت و شمّها بخشمو . كمالة الجمعة رضاو عليه قابلوا بيه الشّيخ . قالّو :
– ” يا سيدي هاك النهار شكيتلك و وعدتني بش تبعثلي ولدي نشوفو في القهوة الفلانيّة ، ياخي لا ريت لا الولد لا العون ” ،
قالّو : – ” عاد آنا سيادتك مطلوب بيك تشوف ولدك ولاّ ما تشوفوش ؟ ” ،
قالّو : – ” يا سيدي ماك إنت اللي حكمت ” ،
قال : – ” أيّا خرّجوه عليّا “. هو يتداحم و هاك الأعوان مكبّشين فيه يجبدوا ، أيّا خرّجوه .
مشى على نفسو ، مغلوب ، قال : ” هالبلاد هذيّا آنا مازلت نقيم فيها ؟ “. بدا يبيع في رزقو و يقبض في الفلوس حتى باع الكلّ و قال ” إذا ما واتاتك بلاد بدّل بأختها و لو يبدا حجرها زمرّد و ياقوت ” و قصد ربّي لبلاد أخرى ، و ملك ربّي واسع .
يرجع كلامنا لهاك الولد ، كبر ، اتبرشن ، ولّى راجل . ماتت أمّو ، مات راجل أمّو ، قعدلو الرّزيّق الكلّ ليه هو ، حظّ الزّواج ، خطب ، خذا .. شكون ما يعطيهش ولد فلان ؟ ظهرلو شرى فردة ذهب ، جابها للمرا ، قاللها : ” هذيّا نحبّك تحطّها في ذراعك و ما نحبّكش تنحّيها بالكلّ لو كان آش يصير “. أيّا تقول إنت عام ، عامين ، 3 سنين و هاك الفردة ديما في ذراعها .
يرجع علمنا و خبرنا لبوه ، ما واتاتوش ليّام ، التّجارة متاعو ما مشاتش مليح ، الرّزق اللي شراه باعو ، بدا يبيع بش ياكل حتى ما تبقّالو شي . آش بش يقعد يعمل في بلاد الناس ؟ قال : ” وكري ، بلادي و لو جارت عليّا “. ما عندوش فلوس ، شدّ على ساقيه بالمرحلة بالمرحلة حتى وصل لبلادو ، شافو واحد من أحبابو القدُم .
– ” آه يا سي فلان ، تي كيف سبّتك ؟ تي شنيّا حالتك هكّا ؟ شبيك ولّيت هكّايا ؟” ، قالّو :
– ” قدّر ربّي ” ،
– ” أيّا اشرب قهوة “. دخلوا للقهوة و جا فلان ، جا فلان من أحبابو زادا القدم ، اتجبدت النّازلة . دبّروا عليه قالولو:
– ” تي امشي لولدك ، راهو في خير و لاباس عليه ” ، قال:
– ” ما نحبّش آنا نثقّل ع النّاس و لو ولدي ” ، قالّو :
– ” شبيه ، تي قولّو يعطيك حتى بش تشري بهيم يا سيدي و زوز شواري و قلال و تعود تجيب الماء للدّيار بالكرا و تخدم على نفسك “. عجبتّو الدّبارة .
” ويني دار الولد ؟” ، قالولو : ” اتبيّن في الحومة الفلانيّة “. مشى ، دقّ ، طلّت عليه كنّتو شافت هاك الحالة و هاك الضّنية ، تسخايلو طالب . دخلت تجري خطفت خبزة و جابتهالو ، قاللها :
– ” لا يالاّ مانيش طالب ، آنا حموك ” ،
– ” حمويا ؟” ، قاللها:
– ” إي نعم ، آنا بو راجلك ، آنا فلان الفلاني ” ،
قالتلو : – ” مالا وين كنت ؟ و شبيك هكّا ؟” ، قاللها:
– ” الله غالب طاحت بيّا وذن القُفّة . جيتو اليوم باش ثمّاش ما يعطيني ما كيت و كيت ، قلت نشري بهيّم و شويريّات و قليلاّت و نعود نجيب الماء للدّيار بالكراء ، نخدم على نفسي ، آنا ما نحبّ نعيش في راس حتى حدّ “. ما حبّتش هي تعطّلو حتى يجي ولدو ، يمكن نهارتها غايب ، و ما عندهاش فلوس حاضرين في الدّار ، سلّت هاك الفردة من ذراعها و قالتلو : ” خوذ و برّا دبّر راسك “.
راجلها لا فطن لا في النّهار لول لا الثاني لا الثالث ، ما يكون يفطن كيما نقولو إلاّ النهار الرابع ، قال:
– ” آه تي ويني الفردة متاعك ؟ مش قلتلك ما نحبّش تنحّيها بالكلّ ؟” ، قالتلو :
– ” راهو .. أي نسيت ، راهو جا سيدي ” ،
– ” سيدك ؟ شكونو سيدك ؟” ، قالتلو:
– ” بوك ، و قالّي و قالّي .. ما حبّيتش نعطّلو سلّيتها من يدّي و عطيتهالو ” ،
قال: – ” عجايب .. تو يشوف ” و خرج يطير و يطيّر و ينشد حتى قالولو ” بوك أهوكا في القهوة الفلانيّة “.
مشى للقهوة ، نعتوهولو ، وقف قُدّامو ، قالّو: ” فيك فُمّ و عين و تاقف على داري ؟” و يشرّع في طابقو و يعطيه كفّ و يخرج . الجماعة قاعدين مع بوه ، قالولو: ” تجيب ولد و يعيش حتى يعطيك كفّ هكّا في وسط قهوة قُدّام المليح و الدّوني ؟” ، قال: ” مش منّو ، م القاضي اللي حرمني منّو حتى طلع جافي و من أمّو ، آما هو ما نلومش عليه بعد اللي ما يعرفنيش بالكلّ”.
لآخر مشى روّح للدّار ، قاللها:
– ” عطيتو كفّ يدّي الزّكا و العشُر ” ،
قالتلو: – ” لشكون ؟” ،
قاللها: – ” لبابا ” ،
قالتلو: – ” مليح بارك الله فيك ” . هزّت سفساريها ،
قاللها: – ” شبيك ؟” ،
قالتلو : – ” بش نمشي لدار بابا ” ،
قاللها: – ” علاش ؟” ،
قالتلو: – ” آنا ما نقعدش عند واحد عايق والديه ” ،
قاللها : – ” شمدخّلك فينا آنا و بابا ؟” ،
قالتلو : – ” لكن عايق والديك ، و ولادك يطلعوا عايقين والديهم .. ما حاجتيش ما نقعدش “.
وقتها رجعلو شاهد العقل و رجع يجري ترمى في القاعة يبوس في ساقين بوه و ” يا بابا سامحني ” ، و هزّو حطّو عندو في الدّار و البيت المهمّة ليه و كل نهار يبوسلو يدّو و يقولّو ” صفّي قلبك عليّا.”