يحكيو على تاجر ، و كل تاجر على مالو فاجر ، و تاجرمن التّجّار الكبار ، كيف ما نقولو في تونس بدارو في قلب المدينة ولا كيما توّا في البلفيدير والا مونفلوري ولا غيرو ، و بحوانتو و دار للخلاعة في سيدي بوسعيد و هنشير في تلّة سيدي يحيى و سانية زيتون في طبربة ، بخدّامتو بصُنّاعو و كل قافلة لازم عندو فيها بالقليلة 30،20جمل و كل شقف لازم جايبتلو سلعة من برّ من البرور .
مرتو جابت وليّد ، كيف ما يقولوا حبا و دبا و شدّ في الحيط و مشى ، اتبرشن ، طلّعُو للكُتّاب و كل نهار جُمعة يجيبو يحُطّو بحذاه في الحانوت . بدا يكبر هاك الولد . هذاكا مغروم حافظ ، ختم القلم لول ، الثاني ، الثالث ، و بوه أهوكا عارف آش بش يطلّعو ، مش كيف اليوم ولد القاضي يطلع أفوكاتو و ولد العطّار يطلع طبيب .. هو تاجر ، بعد منام عينو ولدو هو اللي بش يعمّر حانوت بوه .
و بدا كلّ نهار جمعة يجيب يحُطّو بحذاه في الحانوت باش يعلّمو البيع و الشّراء و يخرّطو و يعرّفو بالناس . و ساعة ساعة تخلط القافلة يمشي هو ويّاه يقبلوا السّلعة ، شقف مسافرة يمشي يُوسق السّلعة مع بوه . زاد الولد ختم القلم الرّابع ، أيّا توّا قالّو : ” فيه البركة من القراية ، اقعد بحذايا في الحانوت ” و مرّة يخرج يخلّيه وحدو يغيب عليه ساعة من زمان ، مرّة يغيب عليه ساعتين ، يخرّط فيه يعني ع الخدمة .
مرّة في الصباح في عوض اللي يخرجو مع بعضهم يقولّو : ” برّا امشي إنت وحدك اسبق .. آنا نحسّ في نفسي تاعب شويّا ” و يخلط عليه بعد سويعة ولا سويعتين ، مرّة صُبحيّة كاملة و الولد وحدو في الحانوت ، مرّة عشويّة ، مرّة نهار . ولاّلو هاك الولد تاجر ينجّم يتهنّى بيه . يطلع للهنشير يغيب بالجمعة و أكثر ، ياقف ع الحرّاثة و ع العدّاس ولا غيرو ، حتى صيفيّة قعد الشّايب مرتاح في الشّط و الولد هو اللي يهبط كل يوم للحانوت ، و هو بعد هاك ال5،4 ايّام، جُمعة ، يهبط يتفقّد و يضرب الحساب .
و منها جاتو فكرة ، قال : ” مليح هاو ولدي تعلّم التّجارة و ما عادش نخاف عليه ، لكن هو من الدّار للحانوت و هذي ما تكفيش “.
مشى عمّرلو قافلة تقول إنت ب100 جمل و كل جمل عليه عديلتين صنادق بالسّلعة ، و الجمل بالعوين و حصان ليه هو و بعث معاه الحمّارة القدُم الصّنايعيّة اللي مستانسين يسافرولو و قالّو : ” أيّا وليدي اقصد ربّي للبلاد الفلانيّة ، بيع سلعتك و اشري غيرها و زيد لقُدّام للبلاد الفلانيّة بيع هاك السّلعة و اشري سلعة أخرى . أهوكا عينك ميزانك ، تحبّ تمشي لبلاد أخرى و بلاد أخرى على كيفك ، و منها عبّيلنا شويّة سلعة خارج بلادنا و روّح “.
أيّا بقّاه بخير و شدّ الثّنيّة على راس هاك القافلة متاعو هذيكا . النّهار لول في العمار ، الثّاني في العمار ، الثالث دخلوا للصّحرا ، نهارين ولا ثلاثة دخلوا في غابة ، مشاو النّهار لول ، في الليل حطّوا في بُقعة ، تعشّاو ، سهروا ، و منها كل واحد غمّ على راسو و رقد و واحد قعد يعسّ ، والولد راقد كيف الناس .
عقاب الليل شبع بالنوم ، فاق ، قام ، وقف . العسّاس قالّو
– ” لاباس على سيدي ؟ “
قالّو : – ” لا لا لاباس ، طار عليّا النوم ماذا بيّا نسرّح ساقيّا شويّا “.
و بدا ماشي بالخطيوة بالخطيوة ، قلنا عقاب ليل ، الدنيا قاعدة تضوى بالشّويّة ، و إذا بيه يشوف في حاجة في القاعة تتحرّك ، تفجع وخّر ، يسخايل ثعبان ولا شنوّا ، و منها بدا يقربلها بالخطيوة بالخطيوة . آش يلقاها ؟ هايشة ، ذيب ، آما ذيب كلا عليه الدّهر و شرب ، ذيب شايب هردبّة مرمي زنازة ، حتى السّنينات طاحت و هو رامي القاتلة ما ينجّمش يتحرّك ، قعد يغزرلو و يخمّم : ” بربّي هذايا آش مازال في عمرو ؟ زعمة مش موتو خير من حياتو ؟ لو كان نقتلو تو نرتّحو من هالعذاب اللي هو فيه مش خير ؟ و باش عايش هذايا بالله ؟ منين ياكل ؟ منين مازل ينجّم يصطاد ؟ تي هو ما ينجّمش ياقف “.
هو هكّا يخمّم و يتكتك و يتحدّث وحدو و سمع زَهرة ” شنوّا هذا ؟” من حينو ، ثمّا شجرة الذّيب ممدود تحتها ، اتشعبط و طلعلها ، و الزّهير باقي يُقرب وهو قلبو يدُقّ ، و إذا بيه يشوف في هالصّيد قد الهامة جاي يكركر في ثور ، خلط لتحت الشجرة ، حطّ هاك الثور هذاكا قُدّامو و بدا ياكل و يفخّر و يكسّر في هاك العظام و يشخر .
أيّا شبع ، اتقرّع ، وقف . ثمّا قلتة بحذاه طبّس عليها ، شرب و زهر زهرتين أُخرين و مشى على نفسو و الولد شادد المنَع في أغصان الشجرة يتفرّج ، يشوف في هاك الذّيب اللي كان قاطع النّقيق اتحايى و بدا يتحرّك بالطّريّف بالطّريّف و يمرد ، قالت الدّزيريّة بالقحّوزي ، حتى وصل لهاك العظام و لهاك الفرت اللي خلاّهم الصّيد و بدا ياكل ، ياكل ياكل حتى فنش ، داخ ، ترمى مادد لَربعة ، و منها اتقعّد و بدا يمرد حتى وصل لهاك القلتة هذيكا شرب منها و قعد ثمّا كابي ، زمزومتو في الماء ، وقتها طلع النهار .
هبط الولد من الشجرة و مشى لجماعتو . قاللهم
-” أيّا دَوّروا ” ، قالولو:
-” شنوّا ؟ لاباس ؟” ،
قال: – ” لاباس يزّي فيه البركة “
أيّا رجعوا للبلاد . خلطت القافلة قُدّام الدّار ، فجر ، هاك الجمال اتقعقع و العياط و الزّياط . دق ّ الباب ، حلّولو ، يلقى بوه اتوضّى و قاعد يصلّي .
– ” صباح الخير يا بابا “
قالّو: – ” نهارك سعيد .. تي شبيك ؟ كهَو ؟ لوين وصلت ؟ على هالحساب مازلت ما وصلت لحتّى بلاد ، آش فمّا ؟ تعبت ؟ مرضت ؟”
قالّو : – ” لا يا بابا ما فمّا شي لا تعبت لا مرضت ، آما هاو نحكيلك آش شفت “
و حكالو على نازلة الصّيد و الذّيب و قالّو : ” بالله يا بابا هاك الحيوان العاجز ربّي ساقلو رزقو على طريق الصّيد ، و يرزق العمّال و البطّال ، و بما إنّو ربّي سبحانو و تعالى هو اللي يتكفّل بالأرزاق مالا لواه علينا بربّي احتمال المشاقّ و ركوب الأسفار و اقتحام الأخطار ، و هذا يا علاش يا بابا رجعت على ثنيتي ، مش لازم “.
خمّم خمّم هاك الشايب و منها قالّو:
– ” اسمع يا ولدي .. أنا بعثتك لركوب الأسفار و اقتحام الأخطار كيما قاعد تقول باش تكون صيد يجيوك الذّيوبة جيعانين ياكلوا الفاضل متاعك . ما نحبّكش تكون ذيب جيعان تستنّى في الفاضل متاع الصّيد . ما نحبّكش تبدى تستنّى في الفاضل متاع الناس و في رحمتهم .. أيّا أرجع على ثنيّتك مادام مازلت ما هبّطتش الوسقة متاعك و ما هبّطتش ع الجمال متاعك و ما شافوكش الناس ولاّ يُقعدوا يضحكوا عليك و عليّا “.
و هاك الولد رجعلو شاهد العقل و قالّو : ” صدقت يا بابا “. و خرج ساق القافلة متاعو و رجع على ثنيّتو,