بكلّنا نعرفو حكايات بوك عكرّك و الغول، شكون ما حكاتهالوش ماماتو في صُغرتو و ما يتفكّرهاش ولو البعض منها و لو كليمات. مرّة نقرى في كتاب فرنساوي متع حكايات، لقيت حكاية تشبّه لهاذي . هيّ ماهي الحكايات الكل تتسلّف من بعضها و ساعات نحكيلكم حكاية من الأندلس والا من الهند والا من الجابون، و هيَ كاينّها حكاية من حكاياتنا و تلقاها في أغلب الأوقات ما تختلف على حكاياتنا إلاّ في بعض جزئيّات.
هذا يا سيدي قالّك واحد تارزي، قاعد في حانوتو يخيّط ، تعدّات مرا تبيع في المعجون ، شرى من عندها وقيّة ، و عندو خبزة في الحانوت قصّها شقّها على ثنين و حطّ هاك المعجون على شطرها بش يفطر وقعد يخيّط حتّى يكمّل بش يفطر. و إذا بيه ذبّان الدّنيا و الدّين تلمّ على هاك طرف الخبز هذاكا بالمعجون . بدا ينشّ بيدَو، ضربة من الضّربات لصقت يدّو في المعجون، كيف هزّها يلقى 7 ذبّانات لاصقين فيها.
قال : “شنوّا ؟ آنا عباري 7 ؟ في ضربة واحدة نطيّح 7 أرواح ؟ و مازلت قاعد في البلاد هاذي ؟ هالبلاد هاذي ما عادش ترفعني ، ما عادتش من قدري . آنا ؟ تارزي زادا ؟ لا يا سيدي ..”
و جبد فَصّل طرف قماش عملو محزمة و طرز عليها “هذا عبارو 7”. و هوَ راهو وحيّد موَشفن ، ذميّم ، ربيّع كارطة كيما يقولو، بنفخة تطيّرو مش بكفّ .
خرج يدورلك في البلاد يا سيدي ، اللي يشوفو يقرى هاك الكتيبة هذيكا ينقّز يجي لغادي ، حتّى وصل لباب البلاد ، خرج . فُتّكم بالكلام ، كيف جا بش يخرج من الحانوت ، عندو طرف جبن ، حطّو في مكتوبو، عوينو يقولّك كيف يجوع في الثّنيٌة ياكل . وهو خارج و عصفور يُحصُل في الحانوت بدا يطير و يضرب في الحيوط . بدا هو يحاصر فيه ، يحاصر فيه حتّى شدّو و رماه بالطّول .
أيّا خرج من البلاد . دخل للغابة ، يعرضو غول طولو عام و عرضو 6 شهُر، المنظر متاعو يفجع يطيّح الدّمّار في الرّكايب . قام يضحك هاك الغول.
– “شنوّا، قالّو : “تي آنا نسخايل بش نلقى بن آدم كامل بش نفطر بيه ، و إنت .. زُرسة تاكل و زُرسة تقعد جيعانة والا شنوّا ؟”
قالّو: – ” لا انت تنجّمني ؟ تي آنا أصحّ من 10 منّك. “
-“إنت ؟”
-” إي نعم، قالّو ” شوف هالكتيبة هذيّا “، قالٌو” تي أيّا نشوفو شكون أصحّ مّالا م الثّنين .”
قال الغول : – “مليح، استنّى استنّى .”
قعد يتلفّت و يفركس، و منها طبّس هزّ حجرة حطّها في كفّو و بدا ينزل عليها حتّى قطّر منها الماء.
– ” آه ؟” قالّو ” تنجّم تعمل هكّا إنت؟”
“قالّو : – ” مّالا لا ؟ ياخي آش تسخايلني؟ ولد المرا ما يتحقرش راهو.”
و خرّج هاك الطّرف جبن اللي في مكتوبو و طبّس عمل نفسو هزّ حجرة و نزل على هاك الطّرف جبن هذاكا حتٌى نَبّع منّو الحليب .
قالّو : – ” آنا الحجرة مُش نخرّج منها الماء برك ، آنا الحليب ، حليب أمّها نخرّجو.”
ولّى الغول يغزرلو بعين أخرى ، قال :
-“مليح أيّا . هاو نرمي حجرة و نشوفو تنجّمش تشيّعها إنت قدّ ما نشيّعها آنا لفوق .”
و خطف حجرة رماها لفوق في السماء و هبطت . قال : ” عاد هذي هاو شي” و جبد هاك العصفور هذاكا من مكتوبو و شيّعو، طار طلع للسّماء ما رجعش .
قالّو : – ” آنا الحجرة اللي نرميها ما ترجعش، تمشي في خبر كان، تمشي عند اللي خلقها.” وَلّى الغول مقدّرو.
قالّو : – ” مّالا الليلة راك من ضيافي.”
قالّو : – ” أي شبيه “. و ضرب قلّع شجرة، قال بش يطيّب العشاء، قالّو ” تنجّمش تهزّها معايا؟”
– “يزّي، قالّو ” احشم، تُقولّي ننجّمشي ؟ شمعناها ننجّمشي ؟ أيّا هزّ إنت م القعمورة و آنا من الفوق.”
هو هزّ الشّجرة و وخيّنا نقّز شدّ في فرَع منها ، و بدا ماشي بيه و مش فاطن . كيف وصلوا رمى الشجرة ، نقّز هو جا واقف قدّامها .
الغول قُدّام الغار متاعو فمّا جنينة و شجر، شجرة متع عوينة ، هاك العوينة هذيكا طايبة . جبد فرع ، هبّطو لوطا و بداو ياكلوا في العوينة . لكن كيف شبع الغول سَيّب هاك الفرع هذاكا اللي كان مهبّطو و شادّو بيدو . رجع هاك الفرع وخيّنا شدّ فيه و ما عندوش جهد ، و يمكن يوزن 30 كيلو والا قدّاش ، تشيّع الفوق فوق الشجرة و جا لغادي منها .
قالّو : – “تنجّمش تنقّز كيفي من فوق الشجرة هكّا ؟” جَرّب الغول ما نجّمش ، زاد كبر قدرو عندو.
أيّا دخلوا للغار، لقاو جماعة غولّة و برشا أكباش مسلوخين و مشتوحين ثمّا . شَعّلوا النار، كل واحد شوى كبش و بدا ياكل فيه و شدّ بيدّ واحدة . أيّا تعشّى، أيّا قال :
– ” الحمد للٌه، آنا ما نعرفش ناكل كبش برك. ما نرضى نحرّك زروسي إلاّ على راس بقر كامل.”
قالّو : – ” على مُراد الله، توّا ليل منين بش نجيبهولك ؟” أيّا وين نُرقد ، وين نُرقد ، قالولو” هوكا فرش .” مشى اتمدّ فيه .
وقت اللي كمّلوا العشاء و طفاو الفتيلة باش يُرقدوا ، هبط هو بالشّويٌة من الفرش ، مشى لبد في تركينة .
عقاب الليل ، سي الغول جايب في يدّو قنطرة حديد و جا لهاك الفرش هذاكا و قالّو بيه العرب رحلت . ضربو ضربة واحدة اللي تغفّص 10منّو. الفجر قاموا خرجوا بش يسرحوا ، و هو يسخايلوه ميّت .
صبّح الصباح ، خرج . كيف شافوه اتفجعوا و هربوا كل واحد شدّ ثنيّة .
قال هو وقتها : ” هل من مبارز ؟ هل من منازل ؟”، لكن ما فمّا حتّى شي ، الغابة فارغة خالية . شدّ الثّنيّة حتّى قرُب لبلاد .
جا قدّام السّرايا متع الملك و اتمدّ في القاعة و رقد . فسيان العسّة شافو، قال ” شنوّا ؟ شكون هاللي ما يحشمش هذا جاي راقد قدّام السّرايا متع سيدنا ؟ برّا يا عسكري امشي شدّ اعطيه وحدات و طَرّدو.”
مشالو العسكري ، هو طبّس عليه و يشوف في هاك الكتيبة هذيكا في المحزمة متاعو. هرب يجري رجع للفسيان قالّو :
– ” هذايا عبارو 7 ، “آنا ننجّمو؟”.
– ” كيفاش عبارو 7؟”. مشى الفسيان طلّ ، قال : ” لا يا سيدي خاطيني.”
تلمّت حضبة من بعيد لبعيد ، حتّى حدّ ما يخاطر بعمرو و يُقربلو، و هو راقد يجبد فيه كرُمبي .
الملك خرج للرُوشن ، قال :
– ” آه ؟ شنوّا هذا ؟ شكون هاك الكلب اللي راقد ثمّا ؟ هزّوه للمشنقة “.
خرج الإذن من واحد لواحد ، من واحد لواحد ، حتّى وصل للضّابط متع العسّة ، قال : ” استنّى ” و طلعلو .
– ” يا سيدي ” قالّو ” هذايا قالّك عبارو 7″.
– “7؟ ما تقولّي هالكلام يا ضابط “،
قالّو : – “7 يا سيدي، إي نعم، أهيكا مطروزة ع المحزمة متاعو.”،
قال : ” واحد كيف هذايا أحنا ما نسيّبوهش . هذايا نرُدّو قايد المحلاّت متاعي . زعما يرضى ؟ على كل حال ، اسمع ، ما تمسّوهش ، خلّيوه حتّى يقوم وحدو، بالك يتغشّشّ و يتنبز، شكون يعرف يفننطرشي بعض التّفنطيرة يعمل فينا فارعة .”
وقعدوا يستنّاو فيه سيدي حتّى فاق و تقدّمولوا باحترام و قالولو:
– ” يا سيدي راهو سيدنا يسلّم عليك كثير من السّلام و قالّك تعملشي مزيّة تتفضّل تطلع تشرب بحذايا قهيوة ؟”
قال : – ” الله يبارك “. و تصفّفوا عساكر العسّة ضاربين الصفّ و عاطين السّلام ، و طلع في الدّروج ، كل درجة واقف فيها عسكري بايع .
دخل لبيت الدّيوان . قاملو الملك عرضو في شطر الثّنيّة . كَبّو على بعضهم و قعّدو في جنبو. جات القهوة ، جات المرطّبات ، جا كل شي .
قالّو : – ” ترضاشي يا سيدي تكون قايد المحلاّت متاعي ؟”
قالّو : – ” أي شبيه، مليح. “
قالّو : – ” لكن يلزم ترَيّحنا من هاك الزّوز أغوال اللي شادّين الغابة و يُقتلولي في الرّعيّة و كل ليلة عشاهم منهم.”
قالّو ” لا هاذي حتى شي. وين ؟ في آما جهة هذوما ؟” قال : ” هاو جماعة يوصّلوك.”
خرجوا معاه محلّة حتّى وصل للغابة . قال : ” وحدي ، ما نحبّ حتى حدّ يجي معايا . مانيش محتاج بش تعاونوني انتوما . لو كان حاجة أقوى من هكّا إيه ، آما هذوما شنوما . هات سيفك إنت يا ..” خذا سيف من عند واحد من العساكر و خشّ الغابة .
برّا ماشي ، برّا ماشي ، يتلبّد بالشّويّة بالشّويّة حتٌى لقى زوز أغوال راقدين تحت شجرة . بدا يلقّط في الحُصحاص و يحُطّ في مكتوبو، يلقّط و يحُطّ في مكاتبو، و منها اتشعبط طلع لهاك الشجرة و اتخبّى بين الأغصان متاعها و جبد حصيحصة، و بدا يقمّر مليح و رماها على وجه واحد منهم. فاق، حكّ عينيه، فَيّق صاحبو، قالّو ” لواه ؟”، قالّو ” شنوّا لواه ؟”، قالّو” خلّيني نُرقد، شنيّا هالبلادة هذيّا ؟” و رجع رقد . رمالو الحصحاصة لُخرى .
قالّو: -” توّا ما تحبّش تحشم ؟ آش عملتلك ؟”. آش عملتلي ما عملتلك و عملتلي ما عملتلك ، دزّو ضربو، بداو يتضاربو و بداو يتقاتلو. هاك البقعة هذيكا حرثوها ، الشجرة اللي يطيح عليها واحد منهم تتقلّع حتّى كلاو بعَضهم ماكلة . قطعوا النقيق ، طلعت روح هذا ، زادت طلعت روح لاخر، و مراغة دم كاينّو الباتوار.
وقتها كيف ثَبّت اللي هوما ماتوا هبط . حشا السّيف متاعو في هاك الدّم و زاد مَرغد يديه و بلحس وجهو، ولّى بكلّو دمّ ، و رجع . عينيه تتشاعل و هُو قدّ الكمشة و طولو ذراع و نصف . مشاو يجريو هاك العساكر و يتفرّجوا في هاك الزّوز موتا . رجعوا للملك حالّين افّامهم طاقة و ساقيهم علاقة . “يا سيدي العفو”. قال : ” كان صدقتوا ” قالولو : ” راهو ما صار و ما صار”. قال : ” عاد آنا واحد كيفما هذايا بش نختار عليه ؟”. و عطاه بنتو و صَحّحلو في الشّطر في محكمتو .
و هاذي هي تقريب حكاية بوك عكَرّك و الغول اللي حكاوهالنا الكل أحنا وقت اللي كنّا صغار.
تعليق واحد