يحكيو على واحد جنّان يخدم في جنينة السّلطان . نهار ، الحال شتا ، يلقى شجرة متاع خوخ فيها كعبة خوخ ، غلّة من غير فصل في كُبر كعبة البُردقان ، خدّ بخدّ سبحان الخلاّق في ما يخلق ، و إذا كان ثمّا بعض الحبلة تسمع فيّا تصبر شويّة ، هاو الخوخ قرب و بدا يطيح .
السّلطان يدولش في الجنينة و يتفرّج ، مشالو يجري هاك الجنّان:
– ” يا سيدي يا سيدي إيجا شوف هالخلقة “.
مشى معاه السلطان يتفرّج في هاك الخوخة العجيبة هذيكا ، قالّو:
– ” هذيّا ردّ بالك عليها و كيف تطيب جيبهالي “.
سي الجنّان مشى يجري جاب حصيرة و مخدّة ، فرش هاك الحصيرة هذيكا تحت الشجرة و قعد يعسّ .
ليل مع نهار و هو ثمّا شادد العسّة و عينيه مرشوقة ما تتنحّاش في هاك الخوخة هذيكا ، و لا معبود بالحقّ إلاّ الله ، حتى عشاه و فطورو يجيبوهملو لثمّا .
علاش مش نهار يجي نسر يحطّ على هاك الشجرة هذيكا و يتمكّن بيها يكسّرلها أغصانها و يفسّد كعبة الخوخ و يغفّصها .
مشى يجري هاك الجنّان للسلطان ” يا سيدي راهو صار ما صار “. قام معاه السلطان مشى للجنينة شاف الشجرة كيفاش مكسّرة ، قالّو: ” يلقى عملو “.
قعد الجنّان حاير في أمرو ، شنوّا نسر يجي يكسّر شجرة ” يلقى عملو ” ؟ ياخي هو ابن آدم بش يلقى عملو ؟ بش يعاقبو ربّي نهار آخر و يحاسبو ؟ قعد يضحك ع السلطان .. ” الله الله ، نسر و يلقى عملو .. و هذا سلطان ؟ سلاطين آخر الزّمان “.
أيّا تعدّات مدّة وهو باقي يخدم في هاك الجنينة هذيكا . نهار يسمع في حسّ و غلي و تصرفيق ، جا يجري ، يلقى حنش بو فطيرة من هاك اللي خُشنو في خُشن عتقة متع شجرة يبلع في هاك النّسر ، و النّسر يصرفق في جوانحو و يفركس بش يمنع و لاخر يبلع فيه بالطّريّف بالطّريّف حتّى زرطو الكلّ . و تسرسب هاك الحنش مع الشجرة و هبط للقاعة و مشى على نفسو .
. تعجّب الجنّان و مشي يجري للسّلطان ” يا سيدي راهو هذا صار و هذا صار .. الحنش بلع النّسر و كلاه ” ، قالّو : ” يلقى عملو ” ،
قال : ” شنوّا هالكمنطرو هذايا ؟ نسر يلقى عملو و حنش ياكل النّسر يلقى عملو ؟ ياخي شنيّا صنعتو الحنش هو ؟ تي ماهو يبدا يصطاد هو ، وين يلقى هايشة اللي يقدر عليها يترمى عليها و يبلعها ، ياخي حتّى في هذي يلقى عملو زادا ؟”. و زاد هاك السّلطان طاح من عينو .
أيّا تعدّات أيّام ، مشات النّازلة من بالو . نهار هو يخدم ، شادد المسحة و يعزق ، و ضربة من الضربات تجي في اللّحم . حيّر هاك التّراب هذاكا ، جا يشوف ، يلقى هاك الضّربة جات قدّ قدّ في الغار متاع الحنش و الحنش اتقصّ راسو .
هزّ هاك الرّاس هذاكا رماه في مخلة و مشى ادّاه للسّلطان . قالّو :
– ” شكون قتلو هذايا ؟”
قالّو : – ” يا سيدي هذا هو اللي كلا النّسر . آنا نخدم وضربتو بمسحة قصّيتلو راسو ” ،
قالّو : – ” تلقى عملك “.
قال : – ” شنيّا ؟ توّا آنا وليّت بش نلقى عملي زادا ؟ على حنش قتلتو ؟ حنش اللي هو عدوّ ابن آدم ؟ .. أيّا هالسّلطان هذايا خرف مرّة واحدة . الله الله ، بلاد و يحكم فيها سلطان كيف هذايا ، لا لا مشات أمورنا كيف الزّيت “.
قعد أيّام يترثّى بيها هذيّا ، وين يتفكّر كلام السّلطان يقوم يضحك .
أيّا تعدّات مُدّة ، مشات النّازلة من بالو . علاش مش نهار مرت السّلطان بش تجي تتفسّح في البستان هيّ و بناتها و جواريها . جا باش حامبة يجري ينبّه ، خرّج الجنّانة الكلّ . لكن وخيّنا يخدم في بقعة مدَغورة ما سمعش ، ما فطن بيه حدّ ، ما فطنش هو ، نساووه .
هو يخدم و يسمع في نساء تتكلّم لعب و ضحك و جري و غنا ، عرف اللي الحريم جاو . آش بش يعمل ؟ وين بش يتخبّى ، وين بش يتخبّى ، وين بش يهرب .. اتعبّات الجنينة بالنّسا ع اليمين و ع اليسار و وين يدور يشوف فيهم يتجاراو . بحذاه شجرة عالية ، اتشعبط فيها ، طلع اتخبّى في أغصانها .
سعدك و المسعودين ، هاك الشجرة جات فوق الجابية قدّ قدّ فوق البيسين و الجماعة قاصدين الجابية ، جايينها مقابلة ، و حبر ما وصلوا قالوا نعُومو . نعومو ما نعومو ، بدات لُولى نزعت حوايجها و ترمات في الماء و بدات توزّع ، تبّعتها هذي ، تبّعت لُخرى ، تبّعت لُخرى ، لين ولاّلك عوم و تشلبيق و بخّان بالماء و ضحك و عياط و صياح .
ياخي واحدة منهم شافت خيال في الماء ، هزّت راسها تشوف في سيد العين مكبّش في الشّجرة يتفرّج و ريقتو تسقّي ، ما فاتو حتّى شي كاينّو في التّياترو في الصّفّ لول .
قامت الصّيحة ، نقّزوا هاك البنات كل واحدة اتغطّات بسفساريها ، خلطوا العسكر يجريوا ” آش فمّا ؟ آش فمّا ؟ يا للاّ ماهو لاباس ؟” قالتلهم : ” شوفو هالكلب هذايا مخُبّي في الشّجرة يتفرّج فينا “. هبّطوه . بداو قبل كلّ شي عطاووه طريحة نبّاش القبور و هزّوه طير حمام مقابلة للحبس .
هاو في اللّيل مرت السّلطان حكات لراجلها ، ع الصّباح هبط للمحكمة . الحُكم لول قال : ” هاك الجنّان هذاكا دوّروه مقابلة للمشنقة “. مشات الطّامّة و العامّة و لبّسوه هاك القشّابيّة المشومة و حجّمولو راسو و عملولو ما يلزم للمشانيق ، هزّوه للزّندالة .
العادة ماهو اللي بش يشنقوه يشهّيوه ، قالولو :
– ” تشتهيشي حاجة ؟”
قال : – ” نشتهي توقّفوني قُدّام السّلطان نقولّو كليمة واحدة ” ،
قالو : – ” أي شبيه ” ، رجّعوه للسلطان .
قالّو : – يا سيدي ، حكمت عليّا بالمشنقة ماهو ؟ “
قالّو : – ” إيه ” ، قالّو ” راني مظلوم ، راهو هكّا وقع و هكّا وقع “.
قالّو : – ” هاكاهو يا ولدي ” قالّو ” مالا تعرفش شنوّا ؟”
قالّو : – ” إي نعم ؟”
قالّو : – ” تلقى عملك “.
– ” شنيّا ؟ شنوّا هالكلام ؟ ” ،
قالّو : – ” النّسر كسّر شجرة الخوخ قُلت يلقى عملو ، كلاه الحنش قُلت يلقى عملو ، قتلت آنا الحنش قُتلي نلقى عملي ، توّا إنت حكمت عليّا بالموت و باطل تلقى عملك . إنت سلطان تحكم في الدنيا اليوم ، آما ثمّا السلطان الكبير اللي يحكم فيّا و فيك ، و ربّي من فوق يخلّص الحقوق “. قال : ” سيّبوه عليّا هذا . اذهب اخرج من قُدّامي.”