اليوم بش نحكيلكم حكاية من سكندينافيا . سكندينافيا ، السويد ، النرويج و الدانمارك .. مابعد هاك البلدان على تونس ، هذوما لغادي من إيطاليا ، من فرنسا ، من سويسرا ، من البلجيك ، من ألمانيا ، من هولندا .. و مع هذا الحكايات تشبّه لبعضها و تاخذ من بعضها . و هالحكاية هذيّا تشبّه لحكاية من حكاياتنا متاع جحا .
قالّك واحد فلاّح ، واحد خدّام فلاّح كيما نقولو أحنا خمّاس . نهار هو يحرث في الهنشير متاع عرفو و سكّة المحراث وحلت في حاجة . جبد التّراب عرّى عليها ، يلقاها وذن قُلّة . زاد حفر ، خرّج هاك القُلّة هذيكا يلقاها مجبّسة ، حلّها ، لقاها مليانة للفمّ باللّويز ، كما يعطينا و يعطيكم من الرّزق الحلال الطّيّب . اتفجع ، بدا يُغزر ع اليمين و ع اليسار ، ما ثمّا حتى حدّ ، عاود رجّعها لهاك الحفرة هذيكا و غطّاها بالتراب و قعد يحرث على نفسو ، عامل نفسو ما فمّاش بالكلّ حتّى عشّات العشيّة .
ظلامت الدنيا ، عاود جبدها خرّجها من ثمّا ورماها ع البغل و روّح للدّار .
قبل ما يدخل حفرلها تحت الحيط و خبّاها و دخل للدّار . ناوي ما يقول لحدّ ، طعمو ربّي و هذا رزق ماتت امّاليه ، لكن إذا كان يسمعوا بيه ماهو يفُكّوهولو ، قال : ” ما نظهّرش على نفسي ، حتى تتعدّى مُدّة و فيها مُدبّر حكيم “.
لكن مرتو عزيزة عليه و شريكة عمرو ما ينجّمش يخبّي عليها ، قاللها ” يا مرا استغنينا . راني كنت نحرث لقيت قُلّة مليانة باللّويز ، اسكت ما تقولش ، توّا نزيدو شهيّرين ولا 3 من زمان و نمشيو لبلاد أخرى اللي ما يعرفنا فيها حدّ “.
المرا كيف تقوللها ما تقولش تي ماهو كاينّك قُلتلها خبّر ، حُطّ في الجرايد و في الإذاعة ، ما تخلّي حدّ ما تخبّروش . ع الصباح دقّت على جارتها لولى قالتلها :
- ” تي ما سمعتش ؟” ،
قالتلها : – ” يسمّعنا الخير ” ،
قالتلها : – ” تي ماهو راجلي لقى كنز في الهنشير متاع عرفو ، آما أسمع وخيتي براس الجاه ما تقولش ” ، و قالت للجارة لُخرى و لُخرى و لُخرى و لُخرى و كل واحدة تقوللها ما تقولش و كل واحدة تمشي تقول ، حتى وصل الخبر لمُولى الهنشير بيدو .
ركب على حصانو جا يجري للكوخ متاع الخمّاس ، يلقى المرا ، قاللها: - ” كيفاش الكنز هذا ؟”
قالتلو : – ” ماهو راجلي هو يحرث في الهنشير و لقى قُلّة مليانة باللّويز و خبّاها و قالّي ما تقولش ، بربّي إنت ما تقولش يا عرفي ” ،
قاللها : – ” مليح .. و وين خبّاها ؟” ، قالتلو ” ما نعرفش ما قالّيش “. مشى على نفسو.
في الليل جا الرّاجل ، كان يحرث ، قالتلو : - ” تي ماهو عرفك كان هوني و نشدني ع الكنز .. ما نجّمتش نكذب آنا نقولّك الحق ، الكذب ماهو حرام ، ما نجّمتش نكذب عليه قلتلو راهو لقى قُلّة مليانة باللّويز .. “
قاللها : – ” أيّا مليح اللي عملت مبروك ” ، و تعشّى على نفسو و رقدوا .
الليل الكل و هو يخمّم . ع الفجر قام ، جبد القُلّة من البقعة اللي هو رادمها فيها و رماها ع الكرّيطة و قاللها : - ” أيّا قوم ” ،
- ” لوين ؟ ” قاللها:
- ” توّا عاد أحنا ولّينا غُنيا و مباسيط ، هيّا نمشيو نعدّيو نهار في البلاد . أحنا توّا بكنزنا ، علاش نحرمو نفسنا و ما نروقوش و ما نتخلّعوش ؟”
قالتلو : – ” والله قلت الحق “.
أيّا ركبوا ، هبطوا للبلاد ، خلاّها قاعدة في الكرّيطة و هزّ هاك القُلّة هذيكا مشى حفرلها في بقعة أخرى و ردمها بعد ما هزّ منها كعيبة لويز و رجع لمرتو . أيّا ادّاها كيما تقول إنت لقهوة ولا لمطعم ، صرّف هاك اللّويز هذاكا و قال : ” جيبولنا توّا الفطور ، أحسن ما عندكم نحبّ ” ، جابولهم من المّاكل اللي هاك المرا عمرها ما سمعت بيهم حتى السّمع و شراب من الانواع الرّفيعة . كلات ، شربت ، قاللها : ” أيّا نروّحو توّا “.
زاد خذا خُبزة رماها في المخلة متاعو و ركب و ركّبها وراه في الكرّيطة و شدّوا الثّنيّة .
الخطوة متاع الكرّيطة جابتلها النوم ، لوات عنكوشها رقدت . هي راقدة و هو شدّ هاك الخبزة و بدا يقُصّ فيها طريفات طريفات . رقدت يجي ربع ساعة ، رمى عليها كسرة خبز ، فاقت ملعوطة ، لقات طرف خبز على وجهها ، رجعت لنومها . زاد كسرة أخرى ، زاد كسرة أخرى ، قامت ، قالت : ” تي شنوّا هذا ؟” قاللها : ” ارقد ارقد ما ثمّا حتى شي ، المطر تصبّ بالخبز “.
و هوما باقي في الثّنيّة حتى وصلوا للهنشير متاع المعلّم و تعدّاو قُدّام الكوري . توّا ليل ، يسمعوا في بهيم حاشاكم ينهّق ، فاقت مرّة أخرى ، قالت : ” شنوّا هذا ؟” ، قاللها : ” آنا ما حبّيتش نحكيلك من هاك النهار ، آما ماهو عرفي تسلّف فلوس من عند الشيطان و وقت اللي جا الميجال ما خلّصوش . قعد الشيطان كل ليلة يجي ، يبدا يضرب فيه و هو يصيح .. هاك تسمع في الصياح متاعو ” ، و هي مكُوخرة بالنوم و بالشراب ، ما فرزتش ما بين نهيق الحمار و صياح ابن آدم .
أيّا وصلوا للدّار ، قاللها : - ” أيّا ادخل توّا فيسع و اتخبّى في الدّاموس ” ، قالتلو :
- ” آش ثمّا ؟” ،
قاللها : – ” آنا ما حبّيتش نقولّك ، سمعت خبر في البلاد و ما حبّيتش نخوّفك ، قلت نوصّلك للدّار السّاعة و نخبّيك على خاطر ثمّا عسكر العدوّ بش يغور ع البلاد . اتخبّى إنت و ارقد على نفسك و سكّر الباب مليح و مَهّجو و خلّيني آنا ندبّر راسي . هاني بش نعمّر المُكحلة و نطلع للسّطح و نعمل اللازم “.
دخلت هي اتخبّات و مَهّجت الباب و غمّت على راسها و رقدت و قعد هو لبرّا . مرّة يشدّ المُكحلة و يجبد وجه و مرّة يهزّ حجرة و يرميها ع السّطح و الليل لكُلّو و هو عامل هرجة و القيامة قد قامت .
الفجر دقّ عليها ، قاللها ” أيّا حلّ ، افرح ، قتلت منهم يجي 200 و لقاو النّازلة ما فيهاش فايدة ولاّو هربوا ، الكلّ هزّوا الموتى متاعهم و شدّوا الثّنيّة ، و نجينا و نجّينا البلاد “. قالتلو : ” حتّى آنا الليل لكُلّو و آنا بين نومين و نسمع في قعقعة السّلاح “.
أيّا طلع النّهار ، زُرقت الشمس ، يسمعوا في الرّكيض ، خرج يطلّ ، قاللها : ” آه هذايا عرفي ” و خلط المعلّم راكب على حصانو . - ” أهلا ، عسلامة يا عرفي ” ،
قالّو : – ” اسمع ، قبل كل شي وينو الكنز ؟” ، - ” كنز ؟” ،
- ” أي نعم كنز ” ،
- ” آما كنز ؟” ،
قالّو : – ” اللي لقيتو مردوم في الهنشير ، في الهنشير متاعي ” ، - ” آنا ؟” ،
- ” أي نعم إنت مالا آنا ؟” ،
قالّو : – ” ما في علميش ” ،
قالّو : – ” هاو مرتك . - ” إيجا لهُوني يا مرا ، إنت مش قلتلي راجلك لقى قُلّة مليانة باللّويز ؟”
قالتلو : – ” إي نعم يا سيدي و قالّي ما تقولش ، لكن آنا خفت منّك قلت ” ،
قال : – ” عمري ما سمعت بالهدرة هذيّا آنا ، ما في علميش بالهدرة هذيّا ” ،
قاللها : – ” تي وقتاش ؟” ،
قالتلو : – ” كيف اليوم لقى الكنز ، من غُدويكا صبّت المطر بالخبز ” ، - ” شنيّا ؟ باش ؟” ،
قالتلو : – ” بالخبز ” ، - ” شنوّا بالخبز ؟ مطر تصبّ بالخبز ؟” ،
قالتلو : – ” صبّت علينا بالخُبز ” ، - ” وقتاش هذايا ؟” ، قالتلو :
- ” ماهو ليلة اللي محلاّت العدوّ غارت ع البلاد و تنصر عليهم هو و قتل منهم 200″ ،
- ” شنوّا هالهبال هذايا ؟ وقتاش يالاّ محلاّت العدوّ غارت ع البلاد ؟” ،
قالتلو : – ” عجايب ؟ مش ليلة اللي الشّيطان يضرب فيك و إنت تنهّق كيف البهيم ؟” ، قال : - ” أوه عليّا أوه ” ،
قالّو : – ” عاد صار إنت عرفي تسمع كلامها واحدة كيف هذيّا ؟ ما في علمكش اللي هي ناقصة عقل ؟” ، و مشى الرّاجل على نفسو .
3 و هو زاد شهيّرين ولاّ و هزّ شلاّقاتو و ملاّقاتو و هزّ القليلّة وركّب مرتو في الكرّيطة و شدّوا الثّنيّة مشاو لبلاد أخرى اللي ما يعرفهم فيها حدّ ، و بدا يصرّف و يشري في الدّيار و في الحوانت و ولّى شهبندر التّجّار .