يحكيو على سلطان ، و ما سلطان إلاّ الله ، عمرو ما شقّو ضنا و متحيّر و عيشتو منكّدة ، بعد منام عينو شكون بش يخلفو ع الكرسي ، و نهار يخمّم و ليل يخمّم ، و لا عاد حاليلو لا طعام لا نوم ، حتى قال ” لو كان ناخذ مرا أخرى ؟” ، لكن المرا ، بش يغيّر بنت عمّو شريكتو في عمرو ، بنت عمّو تعزّ عليه ، يطلّق مش ممكن .
خمّم في النّازلة ، هزّها حطّها ، عزم ، قال للوزير :
- ” نحبّ تاخذلي مرا ، لكن السّرّ ، نحبّ في الخفا ما يسمع حدّ . شوفلي بنت ناس قلالّة ، راس واطي ، نحبّها خليّقة مليحة آما ما نحبّهاش تعرفني شكوني بالكلّ “. قال:
- ” أي شبيه يا سيدي ، حاضر “.
مشى هاك الوزير عندو أختو م الحليب ، كانت أمّها رضّعتّو و خذات راجل و مات هاك الراجل و خلاّلها بنيّة ، بنيّة ساعة ساعة تجيبها أمّها تضيف وّيمات في دار الوزير ، طفلة خليقتها باهية و حويذقة ، قالّك جيب بنت زينة و الحذاقة تعلّمهالها بنات النّسا ،
قاللها : – ” يا فلانة ، هاني لقيتلك راجل لبنتك ، تعطيهاشي ؟ ” ،
قالتلو : – ” يا سيدي ، آنا عندي طفلة معاك ؟ اللي عملت مبروك “.
أيّا تكتب الزّداق يا سيدي و ولّى السلطان كلّ ليلة يتنكّر و يمشيلها و يقول خدمتو ياسر و في النهار ما ينجّمش يروّح للدّار ، و ما سمع بالنّازلة إلاّ الوزير ، و هي و أمّها يعرفوا أهوكا فلان الفلاني أكهو .
أيّا طلع عليها الشهر الصّحيح ، ولدت ، جابت وليّد . ربّاو هاك الوليّد ، حبا ، دبا ، شدّ في الحيط و مشى ، كبر ، هزّوه للكتاب . ماهو يقولو ” لو كان ما الحكمة ما تردّ السّلايف ” ، مرت السلطان و لو ما سامعة بشي و ما في علمها بشي و لا حُكّ لا غيرو ، حبلت بهاك الوليّد ، و فرحة و دنيا زايطة و بوّق البوّاقين و في دار المشتاقين ، البلاد الكلّ اتزيّنت .
أيّا كبر هاك الولد هذاكا ، لكن تربّى كيف أولاد السلاطين ، الناس الكلّ سيدي سيدي و كلمتو ما تتردّش و ما يحكم إلاّ هو ، صغرو الكلّ في الزّهو و في الخلاعات و في المصيد و في الرّياقات ، و الولد لآخر في كُتّابو ، حافظ ، جامل ، التربية و الحشمة و الأخلاق .
كبر ، ولّى عمرو كيف ما نقولو 17سنة . السلطان قال:
-” تي بربّي وين بيها ؟ هذا ولدي و هذا ولدي ، و هذاكا الكبير هو أحقّ بالملك ، بالأخصّ تربيتو مليحة و هذايا هاو جا مش حاجة و متفنطز ياسر و يحقر الرّعيّة و ما يفركس إلاّ في كيوفو ، تقعد الرّعيّة تقلّل عليّا في الرّحمة ؟ ما يورثني في الملك إلاّ ولدي الكبير . لكن توّا حتى حدّ ما يعرفو ، و نهار اللي نموت شكون بش يستعرف بيه ؟ “.
مرض هاك السلطان ، بالك يموت و ولدو الكبير تمشي فيه و في الحشّاشة و حتى هو ما يعرفش على نفسو اللي هو ولد السلطان . ما صدّق لله برى ، من حينو قال: ” اربطولي كرّوسة ” و الوزير في جنبو و عسكر الخيّالة من قُدّام و من تالي .
الكرّوسة شقّت البلاد و الناس تتناشد ” السلطان وين ماشي؟»، حتى قال للقاصي: - ” ادخل الزّنقة هذي “. دخلت الكرّوسة ، جات قُدّام دار ، قالّو :
- ” وقّف هوني ” . هبط و الوزير في جنبو ، دزّ الباب ، دخل . المرا اتفجعت:
- ” آه؟ شنوّا هذا؟ ” ،
قاللها: – ” آنا راجلك ، آنا السلطان “.
هوما هكّايا و الولد جاي ، شاف الكرّوسة و شاف العسكر و باب الدّار مشقّق ، دخل ، يلقى السّلطان متصدّر على كرسي في وسط الدّار ، وقف باهت . قالتلو : ” تي هذا بوك ، شبيك ؟” ، أيّا مش لازم نطوّلو الحديث . في الحين خلطت كرّوسة أخرى ، ركبت المرا و ولدها و أمّها وصّلتهم للسّرايا ، سرايا أخرى متاع السلطان ، سكّنهم فيها .
و فاح الخبر في البلاد و سمعوا الناس الكلّ و ولاّت متفرّحات و الولد النهار الكلّ في السّرايا بحذا بوه ، كلّ نهار و هو حاضر في المحكمة ، كلّ إدارة يمشي يتفقّدها . كلّ شي يتعلّمو ، حتى مرض السلطان ، نادالو قالّو : ” اسمع ، راهو بعد منام عيني إنت اللي بش تقعد ع الكرسي ، و نوصّيك على خوك . خوك صغير و مازال غشيم و طايش ، نحبّك تردّ بالك عليه أكثر من ممّو عينك باش نمشي متهنّي عليكم لثنين “. و حتى لين مات و هو يطلّع في الرّوح و هو يقولّو ” خوك ، ردّ بالك على خوك “. لكن ولد الضّرّة ماهو عمرو ما يكون محبوب ، و هذا من أوّل الدّنيا ، قالّو : ” يكذب عليك اللي يقولّك خوك ، ولد العدوّة جابهالك بوك “.
مات السلطان ، ضرب زوز الفرد على ولدو الكبير و هذا السلطان في بقعتو . قعد لاهي بخوه الصّغير ، رادد بالو عليه ، أحنّ عليه م الأمّ الحنينة ، لكن الصّغير يكرهو ، يبغضو البغض الشّديد ، بالأخصّ أصحاب الخير ياسر و كل واحد يحمّش فيه و يقولّو :” هذايا بقعتك خذاهالك ، هاللي شكون يعرف عليه بوك منين جابو “. و كلامهم زايدو حقد على حقد في قلبو لكن مش مظهّر على نفسو و يستنّالو في الضّربة .
نهار خرج السلطان يصطاد ، هازز معاه الدّايرة و الوزر و ما ينجّمش يسلّم في خوه ولاّ يفارقو اللي بوه موصّيه عليه ، زاد هزّو معاه ، و راكبين على خيلهم جنبو في جنب خوه . قفزت غزالة قُدّامهم ، الصّغير نزل على حصانو شدّ جُرّتها ، مسيّب الحصان متاعو حتى غاب ع الأنظار . السلطان ما طاقو صبر على خوه و خايف عليه ، شدّ جُرّتو و تبّع الوزير من تالي .
الولد شقّ الخلا ، غابت عليه الغزالة ، آما لقى بير داثرو مهدوم ، هبط قعد ، حتى يشوف في خوه أهوكا جاي هو و الوزير . عمل نفسو دايخ ما في عينو بلّة . خلط خوه .
- ” آه خويا ، شبيك ؟ لاباس عليك ؟ لاباس على خويا ؟ ” ، ومالو بصبعو عطشان و عينيه مغرّبة بش يموت . كيفاش نعملو ، كيفاش نعملو .. ومالو بصبعو قالّو :
- ” أهبط طلّعلي طرف ما ” ، قال:
- ” نهبط ” . الوزير:
- ” كيفاش تهبط يا سيدي ؟ هاو نهبط آنا ” ،
قالّو : – ” إنت راجل كبير ما تنجّمش تهبط ، نهبط آنا “.
ربط كشطتو في كشطة الوزير و اتسرسب هبط . هو وصل لقاع البير و لآخر خوه الصّغير قام ، ما عادش دايخ ، و يجبد الشّاكريّة متاعو و يضرب الحبل يقُصّو و تلفّت للوزير قالّو : ” تقول كلمة تو راسك يلعب بين ساقيك ” ، و ركبوا على خيولهم و رجعوا للمحلّة ، قال: ” خويا كلاه الصّيد و ما خلطنا عليه إلاّ لقيناه ما تبقّى منّو شي إلاّ مراغة دم في القاعة “. أيّا السّرايا ، روّحوا . في الحين ضرب عليه زوز الفرد ، الله ينصر من صبح . طاح الليل ، الوزير روّح لدارو .
” هاتوا العشا ” ، عبّاولو سبَت ، ركب و ركّب معاه وصيفو و لاداو بالبير . ” سيدي ” ، قال: - ” نعم ” ،
- ” شفت يا سيدي خوك آش عمل ؟” ، قال :
- ” شفت ” ، قالّو:
- ” راهو قال خويا كلاه الصّيد و راهو ضرب عليه زوز الفرد و قعد ع الكرسي في بقعتك ” ، قال : – ” على مُراد الله ” ،
قالّو : ” هاو نهبّطلك العشا و آنا راني بش نقول مريض و ما عادش نخرج م الدّار بالكلّ ، ما نحبّش نقعد وزير متاع واحد قتّال أرواح كيف هذا ، و نعود نبعثلك المونة مع الوصيف حتى آش يعمل ربّي “. و بقّاووه بخير و مشاو .
ولّى هاك الوصيف كلّ نهار يحضّرولو المونة و يركب يمشي يدّيها لسيدو ، حتى فدّ السلطان و قال: - ” شنيّا هالعيشة هذي المُرّة ؟ ليل مع نهار و آنا في قاع بير ؟ مش نموت خير ؟ لو كان يبعثولي طعام مسموم ، حاشى من يعدّي ، تو نرتاح من هالعيشة ” ، لكن شكون بش يبعثلو ؟ أمّو ؟ أمّو عمرها ما ترضى . كتب تسيكرة للخادم اللي كانت رضّعتّو ، قاللها :
- ” أعمل مزيّة على وليدك ، رتّحني من هالعذاب اللي آنا فيه ، ماك تعرفني نحبّ كيما نقولو طاجين الملسوقة ، أعملّي طاجين من يديك الملاح و حُطّلي فيه كيما نقولو سكّر الفار ، و ما تقول لحدّ و ما ترضاش وليدك يقعد في العذاب و الهانة ، و الموت خير “.
الخادم قرات هاك التّسكرة هذيكا ، قالت : ” آنا عمري ما نعمل هالعملة “. لكن كلّ نهار الوصيف وقت اللي يدّيلو الفطور يقولّو ” قوللها قَضيتي ” . النهار لول ، الثاني ، الثالث ، حتى ولاّت سمعت الكلام و عملت اللي أذنها بيه ، و لو كانت أمّو الحنينة عمرها ما كانت تعمل .
السلطان خرج نهار يتفسّح هو و دايرتو يشوف في هالوصيف راكب على حصان و هازز طبق على راسو و مغطّي بمكبّ . - ” آقف ” ، قالّو :” وين ماشي ؟ ” ،
قالّو : ” مدّي عشا لسيدي المرحوم ، ماهي للاّ الكبيرة كلّ نهار تعطيني العشا نهزّو للقلالّة و المساكين ” ،
قالّو: – ” اهبط ، تراه نشوف ” . هزّ المكبّ ، ضربتّو ريحة هاك الطّاجين ملسوقة ، تهزّ عروف القلب .
قالّو : -” اذهب طلّعو للسّرايا . هذايا مات من هاك ليّام و باقي يبعثولو في العشا متاعو ؟ ” ، و لاهو وقت فطور لاهو وقت عشا ، آما الطّاجين سخون خايف عليه لا يبرد .
طلع فيسع للسّرايا مقابلة لبيت الفطور ، الطّبق محطوط ع الطّاولة ، قعد و عرّى و بدا ياكل . م الفُمّ لول هبط على أرضو . قامت الصّيحة ، سمع الوزير ، خلط . أيّا تراه عنديش حدّ ، 4 قدعان هزّوا سلّوم ، الكرّوسة خرجت ، الكسبات في وسطها ، المحلّة في الجُرّة مقابلة للبير . ” أطلع يا سيدي ” ، طلع و رجع هاك السلطان لمُلكو و عاود ضرب عليه الزوز فرد.