يحكيو على أمير المومنين المُعتصم ، كان يحبّ الشّعر و الشّعراء . نهار جاه واحد بدوي ، قال شاعر . شاوروا عليه ، دخل ، قدّم وخّر ، عطى كار السّلطنة و بدا يجلجل يسردلو في قصيدة عملها فيه ، كيما نقولو ملزومة ، كيف القصايد اللي يعملوهم للأمراء و للملوك . عجبتّو هاك الملزومة هذيكا ، قالّو : ” تعرفش حاجة أخرى ؟” ، قال : ” نعرف ” و بدا يسردلو في قصايد متاعو هو و قصايد متاع شعراء أخرينا ، هذي قالها فلان هذي قالها فلان .. عجبو هاك العربي هذاكا و استظرفو ، قال : ” هزّوه لدار الضّيافة “. الله الله ، دار الضّيافة عند أمير المومنين ، امّاكل و رياقات .
في الليل بعث جابو ، سهر بحذاه و السّهريّة الكلّ أشعار و أدب . عقاب الليل قام ، كل حدّ رقد على نفسو و هو مشى لدار الضّيافة . النهار الكل و هو ثمّا ، في الليل بعد العشا بعث عيّطلو ، حتى ولّى نديم عند أمير المومنين ، ولّى الفطور معاه و العشا معاه .
هاو المُعتصم زمانتها عندو وزير حسود اللهم عافينا ، و الحسود لا يسود ، حسد هاك العربي هذاكا اللي يفطر و يتعشّى مع أمير المومنين و السّهريّة كل ليلة بحذاه ، قال : ” هذايا لازم بش ياكلّي راسي . أمير المومنين يحبّو المحبّة الكل ، توّا تتقوّى هالمحبّة ينحّيني و يحُطّو هو وزير في بقعتي .. هذايا يلزمني نستنبطلو في حيلة و نطيّرو من هالبلاد و إلاّ ما كانش دويرتي خلات.”
قعد ايّام يخمّم و يوزن و يقيس حتى لقالو ربطة ظهرتلو مهمّة ، و طلعت مهمّة على كلّ حال ، ضربة متاع باش صنايعيّة . ولاّلك يا سيدي يلاطف فيه ، و وين يتلاقى بيه يتمكّن بيه يبوس و يعنّق وظهّرلو مودّة كبيرة ، حتى نهار استدعاه للفطور و عملّو كيف ما نقولو مثّاومة ، طعام فيه الثّوم و البصل ياسر .
بعد ما فطروا و تحمّدوا و تشكّروا ، جا خارج الرّاجل ، قالّو : ” اسمع ننصحك ، ردّ بالك راهو أمير المومنين ما يحبّش ريحة الثّوم ، شوف إنت كيفاش تعمل .. ما تقربلوش كي تبدا تكلّم فيه ” ، و كل حدّ مشى على نفسو ، و مشى هو يجري للسّرايا ، الوزير ماهو يدخل من غير طريق ، دخل قالّو :
– ” يا أمير المومنين ، آنا وزيرك الأمين و ما نحبّش شكون يتكلّم فيك و يقول فيك كلمة دونيّة ، نعتبرو كاينّو قالها فيّا آنا ولاّ في مرتي ولاّ في أولادي ولاّ في بنتي.”
قالّو : – ” شكون تكلّم فيّا ؟”
قالّو : – ” هاك العربي اللي إنت عاملو نديم و مقرّبو . سامحني يا سيدي نظرك أصلح ، آما يظهرلي ما أحسنتش الاختيار . واحد كيف هذاكا ما يستاهلش حتى يكون خديم من خُدّامك.” قالّو : – ” آش قال ؟ “
قالّو : – ” يا سيدي .. نحشم ، نحشم من سيدي ما ننجّمش نقولّك. “
قالّو : – ” قول .”
قالّو : – ” يا سيدي راهو قال أمير المومنين متاعكم فُمّو أبخر.”
– ” شنيّا ؟ عجايب .. الكلب ابن الكلب لَبعد يقول هالكلام ؟ آنا اللي كرمتو و حاطّو في دار الأضياف ، الدّار اللي نضيّف فيها الملوك ، و ياكل في مواكل اللي عمرو ما كان يحلم بيها ؟ مليح .. تو نشوفو.” صدّق الوزير و عزم على قتل هاك الأعرابي هذاكا .
أيّا الوزير خرج ، بعد حصّة دخل الراجل ، حتى هو ولّى يدخل من غير طريق . كيف قرب لأمير المومنين و جا بش يكبّ حطّ محرمتو على فُمّو ، و منها قعد بحذاه كيف العادة و يتحدّث معاه و حاطط محرمتو على فُمّو ديما و يدوّر وجهو ، حتى تحقّق أمير المومنين من كلام الوزير و ثبت عندو اللي أهوكا مغطّي خشمو باش ما يشمّ شي . شدّ كتب جواب لواحد من العُمّال متاعو ، كيما نقولو في نابل ولاّ في زغوان ، يقولّو فيه ” الإنسان اللي يجيبلك الجواب هذايا مهما كانت صيفتو قُصّلو راسو ” و عطاهولو و قالّو ” هذايا غدوا خوذ حصان من الرّوا و اركب للبلاد الفلانيّة ، قابل العامل متاعي و اعطيه هالجواب.”
السّماع و الطّاعة ، قام خرج من بحذاه ، تعرّضلو الوزير ، قالّو :
– ” شنوّا هذا ؟”
قالّو : – ” هذايا جواب عطاهولي أمير المومنين بش نهزّو للعامل الفلاني.” خمّم خمّم هاك الوزير ، قال :
– ” هذايا لازم بش يدبّرها ، يندرا آش يش يعطيه.”
قالّو : – ” آش تقول لو كان نرتّحك من هالتّعب هذايا و من مشقّة السّفر و نزيد نعطيك .. هاو 2000دينار “.
قالّو : -” يا سيدي الوزير اللي يظهرلك مبروك “. قربعلو 2000دينار و خذا من عندو الجويّب . قال : – ” ليلة واحدة تكفيني بش نوصل ” ، و ركب ع الحصان و شدّ الثّنيّة .
بعد كيما تقول إنت نهارين ولا 3 ، أمير المومنين قال :
– ” تي وينو الوزير ؟ لا جا لا اليوم لا البارح لا ولت البارح ” ،
قالولو : – ” يا سيدي ما ظهرش ” ،
– ” تي تراه أبعثولو لدارو بالك مريض.” بعثوا ينشدوا عليه ، قالولهم :
– ” راهو مسافر “.
– ” مليح ، و فلان الفلاني ؟ هاك الاعرابي .. ما شفتوش ” ، قالولو : ” شفناه يا سيدي ” ،
– ” وين ؟” ،
قالولو : – ” قبيلة شفناه في الفندق الفلاني ” ،
– ” عجايب .. برّا جيبوه توّا ، في الحين.”
جابوه . ” تي وينك يا سيدي ؟” ، مكبوس الراجل خايف، قالّو :
-” يا سيدي سامحني عصيت أمرك.”
– ” كيفاش ؟ “
قالّو: – ” يا سيدي نهار اللي عطيتني الجواب، آنا خرجت من بحذاك و تعرّضلي سيدي الوزير ، قالّي ” شنوّا هذا ” ، قلتلو ” جواب للعامل الفلاني ” ، قالّي ” لواه بش تتعب هالتّعب الكلّ ؟ هاو نرتّحك من مشقّة السّفر ونوصّلو آنا “. سمعت كلامو يا سيدي عطيتو الجواب، لكن قلت لو كان نقعد في السّرايا توّا سيدي يقولّي ” شبيك ما مشيتش؟»، ولّيت كريت بّيتة في فندق قعدت فيها نستنّى حتى نسمع بسيدي الوزير جا من السّفر، وقتها نجيك كاينّي قضيت القضية.”
-” أي ، تي حقّا ، تي إنت تتحدّث بيّا و تقول اللي آنا فُمّي أبخر ؟”
قالّو : – ” حاشى و كلاّ يا سيدي إذا كان آنا نقول كلام كيف هذايا.”
قالّو : – ” مالا تي هاو هاك النهار و إنت قاعد بحذايا و حاطط محرمتك على خشمك.”
– ” آه.”
قالّو : – ” يا سيدي هذاكا ماهو نهارتها سيدي الوزير ضيّفني للفطور و كلينا المثّاومة و قالّي ” ردّ بالك راهو أمير المومنين يكفر بريحة الثّوم ” ، عاد كيف جيتك خُفت لا تشمّ عليّا ريحة الثّوم ، حطّيت محرمتي على فُمّي.”
قال امير المومنين : – ” قاتل الله الحسد ما أعدله ، بدا بصاحبه فقتله. “
ومشى هاك الوزير بحسدو ، والبدوي أمير المومنين حطّو وزير في بقعتو.