هاك العام ، ليلة كنت ساهر في التّياترو . وقت الراحة ماهو يتلمّوا برشا ناس في السقيفة و في البركون متاع التياترو بش يتكيّفوا سواقر و يبدا وَغلي و حديث و دزّني و ندزّك ، قامت عركة ما بين زوز م النّاس . هوما متهمّمين و لحف و برانس كاينّهم أعضاء في المجلس الكبير و بداو يسمّعوا في بعضهم في كلام يقشعر البدن ، حتى واحد بدا يقول للآخر :
– ” تي خيري في كرشك ، نسيت وقت اللي كنت ملبّسك برنوسي ؟ نسيت وقت اللي كنت تبات و تصبح عندي في الدّار و آنا نطعم فيك ؟” ،
ياخي لآخر قالّو : – ” ما أوطاك لَبعد ، الناس يتكلّموا ع الماكلة ؟ لكن ما نلومش عليك ، أصلك كنود “. أيّا ضرب النّاقوز ، دخلنا ، لكن قعدت هاك الكلمة ، كلمة ” كنود ” هذيكا ما فهمتهاش ، قعدت تحفر في قلبي ، و آنا من طبيعتي نبدا نبحث ع العلّة و بنت العلّة و القاضي باش مات و نفركس كلّ مثال شنوّا أصلو و كل كلمة شنوّا اللي كان فيها سبب ، و ساعات تمشي من بالي و ساعات ترجع ، حتى لهاك المرّة ، نهار آنا في الإذاعة و جا الشّاوش قالّي : ” فمّا طفلة تحبّ تكلّمك “. خرجتلها ، قالتلي آنا من جهة طبربة ولا شنوّا ، قالت : ” نحبّ نجي عندك في الدّار ” ، ” لواه ؟” ، قالت : ” راهو بابا طرّدني آنا و أمّي . أمّي مشات لعند خالي و آنا ما لقيت وين نمشي ، هاني ركبت جيتك لهوني بش نقعد عندك في الدّار ” ، قلتلها : ” مرحبا ، اقعد “.
نهار هي تحدّث في الدّار على بوها ، قالت : ” ماهو أصلو كنود ” ، قلتلها :
– ” آش معناه هذايا ” ،
قالت : – ” حكاية هذي ” ، قلتلها :
– ” أي هيّا اقعد أحكيلي ” ، قالت :
– ” على هاك السّلطان ، نهار واقف في الرّوشن ، تعدّى طالب تحت السّرايا ” يا كريم متاع الله ، يا كريم متاع الله ” ، رمالو زوز صوردي . هزّهم الطالب قلّبهم ، غزرلهم مليح ، لقاهم زوز صوردي ، هزّ راسو قالّو ” أصلك كنود ” . السلطان دخلتلو الكلمة من هوني خرجت من غادي ، ما فطنش بيها ، ما ردّش بالو ، لكن بعد في الليل تفكّرها ، قال : ” يا وزير ، شمعناها كنود ؟” ، قالّو ” يا سيدي آنا عمري ما سمعت هالكلمة ” ، قالّو : ” انشدلي عليها و جيبلي مغويب خبر “.
النهار لول ، الثاني ، الثالث .. ” آش عملت يا وزير ؟” ، قالّو ” يا سيدي ما لقيتش ” ، قالّو ” مالا لواه عاملك وزير آنا ؟ أيّا برّا اركب و امشي للبلدان و امشي للصّحاري و امشي لوين يظهرلك و ما نشوف وجهك إلاّ بالكلمة هذيّا ، ولاّ ما ترجعليش مش لازم “. ركب هاك الوزير و خرج م البلاد . كلّ بلاد اللي يوصللها يقعد فيها هاك الجمعة ، نصف شهر ، ينشد ، يبحث ، و منها يركب . نهار عشّات عليه العشيّة في الخلا ، يلقى خيمة ، أيّا قال ” نبات هوني “. وقف قُدّام الخيمة ، حمحم الحصان ، خرجت طفلة . ” عسلامة ، مرحبا ” ، قاللها ” ضيف ربّي ” ، قالتلو ” اتفضّل “. شدّتلو الرّكاب ، هبط ، فرشتلو زربيّة ، قعد ، هبطت ع الحصان ، ربطتّو ، حطّتلو طرف شعير قُدّامو ، جابت قُلّة الماء للراجل ، صبّت عليه ، غسل أطرافو . هوما هكّايا و شايب جا ، بوها . خرجتلو قالتلو ” عندنا ضيف و راهو وجهو ما يخيّبش ، ظاهر فيه كبير قوم ” ، قاللها ” آنا ما ننجّمش نقعد ، جيت بش نقولّك اللي آنا بش نبات الليلة مع الغنم و باش ما تتحيّرش عليّا .. لكن إيجا معايا نذبحلك علّوش و أعملّو كسكسي و مسلان “. خرجت معاه . كيف وصلوا للغنم بدا يقلّب من علّوش لعلّوش ، هذا إيه هذا لا ، ومنها قال ” تي هو لواه علّوش ؟ تي ماهو برشني يكفي “. دخل للمعيز يختار ، ومنها قاللها ” أيّا مش لازم ، برّا امشي اذبحلو سردوك “. هي عطاتو باللّفتة و هو عيّطلها قاللها ” يا عيشة يا عيشة ، تي فريريج يزّي ، فريريج صغيّر ” ، قالتلو ” مليح يا بابا “. هي دارت و هو قاللها ” إيجا إيجا ، مش لازم . ديريلو كسكسي بشويّة حليب “. مشات . طيّبت كسكسي ، سقّاتهولو بالحليب و حطّتلو يتعشّى ، تعشّى و رقد . قام في الصّباح مروّح ، رماتلو ع الحصان ، شدّتلو ، ركب . هو جا يبقّي فيها بخير و هي قالتلو ” لا تنوملي يا هنود ، أصل بابا كنود . اللي قرّشت الكلاب عصاتو ، عمرو بالخير ما يجود ” ، قاللها ” آه حدّك ثمّ “. ولّى هبط و قاللها ” هذي اللي جيت على خاطرها و قاعد ندور من برّ لبرّ . آش معناه الكلام هذايا ؟ أش يحبّ يقول ” كنود ” ؟ ” ، قالتلو ” كنود معناها طالب . الطالب اللي الكلاب قرّشولو عصاتو وقت اللي ياقف يطلب ع الدّوّار و يخرجولو الكلاب و يبدا يهيّب عليهم بعصاتو وهوما يقدمولو فيها ، هذاكا كيف يتبدّل عليه الحال و يولّي مبسوط و يولّي يدزّ في الخير بالرّكبة ، يقعد باقي طبيعتو طالب و عمرو ما يجود بالخير . بابا راهو قالّي بش يذبحلك علّوش ، و منها ندم ع العلّوش قال برشني ، و منها قال لا سردوك يزّي ، و منها قال أعملّو فريريج ، و منها قال كسكسي بالحليب ، على خاطر أصلو مش حاجة “. من حينو نزل ع الحصان و يجبدها مشاف حتى وصل لبلادو ، مقابلة للسلطان ، قالّو ” يا سيدي راهي النّازلة فيها و فيها ” ، قال ” عجايب ، مالا آنا ولّيت أصلي طالب ؟” . قام من حينو ، مشى لدار الحريم ، مشى لأمّو . كبّ على راسها ، قعد بحذاها ، جات القهوة ، قعدوا يتحدّثوا من هوني لهوني ، و منها قاللها ” يامّي ، شكونو بابا ؟ ” ، قالتلو ” ووه 7 ألطاف ، شمعناها شكونو بوك ؟” ، قاللها ” معناها شكونو بابا ؟” ، قالتلو ” يزّي يا ولدي ، بوك ماهو السلطان المرحوم ” ، قاللها ” اصدُقني ” ، قالتلو ” ما عندي ما نُصدقك ، هذاكا هو الكلام “. لقاها ما في عينها طبّ ، ماهو مستعرف بشي ، دبّرلها في حيلة كيف ما يقولوا في الخرايف الكلّ . بعد بمدّة اشتهى المحمّص . ” إيجا افطر معايا يامّي ” . هي مدّت يدّها و هو غطّسهالها في المحمّص ، تغلي و تفرق ، المرا تشوات ، قاللها ” ما نسيّبلك يدّك إلاّ ما تُصدُقني و تقولّي شكونو بابا ” ، قالتلو ” وليدي مالا إذا كان الكذب ينجّي الصّدق أنجى و أنجى ، سيّبلي يدّي ” . سيّبها . قالتلو ” راني عمري ما ولدت آنا و عمرو ما شقّني ضنا ، و قدّ ما داويت و ما كتبت و ما عزّمت و ما بخّرت و ما شربت قراطس عمرو ما شقّني ضنا ، حتى سمعت اللي السّلطان ناوي بش ياخذ مرا بش يخلّي ولد اللي يخلفو ع الكرسي . دبّرت في حيلة . ثمّا طالب يسكن في عشّة لبرّا م البلاد ، ساعة ساعة يجي يطلب قُدّام السرايا . نهار عيد ، جات مرتو ، عطيتها حويجات . ولاّت ساعة ساعة تجي هي ، نحسنلها ، حتى نهار شفتها كرشها بدات تكبر . تفاهمت معاها و مع راجلها و كريتهم بالفلوس باش كيف تولد المرا تجيبلي الصّغير ، و قعدت كل نهار نزيد نربط حاجة على كرشي ، ما وصلت هي لشهرها إلاّ ما آنا ولّيت كرشي في حلقي ، و السلطان فرحان و في خلافات من عقلو ، و ناس تفصّل و تطرز و تحضّر في حوايج الصّغير . ليلة اللي ولدت ، راجلها جابلي الصّغير تحت دربالتو ، قلت ” يا رسول الله ، يا جبريل “. خلطت القابلة ، متفاهمة معاها زادا و كاريتها ، السلطان يمشي و يجي يستنّى ، قامت الزّغاريط ، ولد .. وليدي ربّي راد بيك الخير ، كنت بش تجي طالب هاك جيت سلطان ، و لا سلطان إلاّ الله ، و السلطان مش بوك و آنا مش أمّك “. قال ” يبدا هذي هي النّازلة .. الطالب عقلني و عرف اللي آنا و لو سلطان كيف ما هانش بيّا نعطيه أكثر من زوز صوردي عرفني طالب .. ما يكون أصلي إلاّ طالب . على كلّ حال هذيكا سلطنة و هذي سلطنة “.