يحكيو على سلطان ، و ما سلطان إلاّ الله ، سلطان كان خايف ربّي ، يقدّر أهل العلم و عاطيهم قيمتهم و يعظّم رجال الدّين ، صلاّي ، حافظ كلام الله ، لكن يشوف في الرّعيّة متاعو مش قايمين بفرايض دينهم و الجوامع فارغة تطنبر .
قعد يخمّم كيفاش يعمل معاهم بش يردّهم للطّريق المستقيم و يردّهم يصلّيوا و يقوموا بفرايض دينهم . قال: ” من أركان الدّين النّظافة و الطّهر . هالنّاس لا يعرفوا لا يغسلوا لا ينظّفوا أبدانهم ، البريمة فيهم لحمو يتقرقش بالسّكّينة .. قبل كل شي يلزم نعلّموهم النّظافة ، و النّظافة من الإيمان . النّظافة توصّل للوضوء و الوضوء للصّلاة “. فكر فكرة ، قال: ” مالا نعملو حمّام ، و اللي يجي يغسل بلاش “. كفن بلا فلوس ، كل نفس ذايقة الموت ، و الحاكم العاقل كيف يجي بش يحبّب الناس في حاجة يعملهالهم في لول بلاش .
أيّا جاب واحد بنّاي ، بنالو حمّام كبير هايل يعمل الكيف . حضر الحمّام ، ركبوا البيبان و الشّبابك ، جاب الدّهّان ، شهر من زمان و هو يدهن ، عمل النّوّار ، الكواتروات ، المحابس ، صيد مربوط في نخلة ، محبس و فوق منّو 2 حمامات و بيناتهم خُمسة ، عمل الفيليتوات ، القُرنيزة على كلّ لون .. خرج حمّام كي العروسة .
خرج البرّاح في البلاد ” النّظافة من الإيمان و الغسيل بلاش في حمّام السّلطان ” و جاب البنّاي حطّو في الحمّام ، عملّو شهريّة ، لاهي بالبشاكر و بالطّيّابة و اللي حاشتو بكاسة و اللي حاشتو بطرف صابون و كل ما يلزم .
صار هاك الحمّام هذاكا بالبعبوص ، شكون يلحقو الطّريق و يدخل يعمل طيّاب ثمّا ، و شيخ قاعد في الحمّام يعلّم في النّاس في الوضوء و في الصّلاة ، و هاك البنّاي عامل لسيّن يغزل الحرير ” سيدي سيدي ” و النّهار الكلّ و هو يجري و يطيح ، و هذا يمدّلو البشاكر و هذا يدوّرلو القبقاب و هذا يجيبلو شريبة ماء و هذا يجيبلو قهيوة ، حتى حبّوه الناس و ولاّو يحسنولو ، ولّى يقبض فيهم جوانب يا سي .. و كلّ نهار على قَسم جديد و اتنفنفت أحوالو و الشهريّة متاع السلطان ما يجبدهاش بالكلّ .
حسدو سي الدّهّان ، قال: ” يبدا هو بنى و آنا دهنت ، علاش يحطّو هو في الحمّام و ما يحطّنيش آنا ؟ في عوض اللي هو قاعد يقبض فيهم ميّات و لا ألوف ، علاش مش آنا ؟ لكن آنا وراه و ربّي راه “.
مشى طلع للسلطان . قالّو:
- ” يا سيدي ، إنت تكرّمت ع الرّعيّة و تفضّلت عليها وعملتلها حمّام و الغسيل بلاش ، لكن هالراجل اللي حاطّو ثمّا قاعد يدفّع في النّاس . راهو الطّيّاب بقدّاش و المطهرة بقدّاش ، و ما يعطيهم هاك الكاسة ولا طرف صابون إلاّ ما يدفّعهم . يا سيدي الناس راهم قاعدين يتضجّروا منّو . و نزيدك زيادة ، ثمّا ناس من هاك المُشوّشين اللي هوما أعداء للعرش المُفدّى قاعدين يقولوا اللي البنّاي مش قاعد يعمل فيه من راسو ، قالوا ” الفلوس لازم كل يوم يدّي فيهم للسلطان و السلطان ولّى حمّامجي ” ،
قالّو : – ” شنوّا ؟ ولاد الكلب ، آنا حمّامجي ؟ .. وزير ، هزّ البنّاي حُطّو في شكارة و ارمي الكلب في البحر ، و برّا امشي إنت يا دهّان اقعد في بقعتو في الحمّام “.
الوزير جا بش يتكلّم بش يقولّو ” يا سيدي تي عيّطلو شوف شنيّا النّازلة ، ابحث ” لكن خاف ، بش يقولّو ” يا سيدي بالك هالراجل يكذب عليك ، بالك بيناتهمش أغراض . استخبر ، ابحث حتى يشهدولك النّاس ” ، آما شاف السلطان متغشّش و شلاغمو تنمّر و شعرو مفَيّش ، سكت على نفسو .
عند لول فرق الحكم ، روّح الوزير لدارو ، بعث جاب البنّاي ، قالّو: - ” يا ولدي سيدنا راهو آذنّي بش نبحّرك لَبعد ” ، قالّو:
- ” علاش يا سيدي ؟ آش عملت من عيب ؟” ، قالّو:
- ” نعرف اللي إنت مظلوم و ننجّم ما ننفّذش الأمر متاع السلطان ، لكن على شرط ، نحبّك تقعد هونيّا عندي في الدّار لا تخرج لبرّا لا توصل للباب لا تطلّ من شبّاك ، حتى لنهار اللي تموت لَبعد . أهوكا حياتك كمّلها هوني ، على خاطر إذا كان يشوفك بعض الحدّ و يخبّر السلطان راهو راسي و راسك بش يلعبوا بين ساقينا ، و آنا عملت معاك المليح ما ترضاليش الدّوني ، آنا راني بو وليدات ” ،
قالّو: – ” يا سيدي اللي عملت مبروك “.
الوزير عندو بيت في الجنينة متروكة ، جنينة داير بيها سور ، حطّو فمّا ، و طلع للسلطان قالّو: ” يا سيدي هَوكا نفّذت الأمر المُطاع ، و ربّي يبقّي سيدنا “. و سي الدّهّان مشى استنصب في الحمّام ، و وقتها عاديكا ولّى الدّفوع بالمنجدّ ، في عوض اللي كانوا الناس لجونتهم يعطيوا الإحسان ، واحد يعطي و 4، 3 ما يعطيوش ، ولّى الحمّام بالطّريفة والدّفوع بالمسبّق .
برّا يا زمان و إيجا يا زمان ، نهار السلطان عندو بابورينو متاع نُزهة ، خرج يتفسّح في البحر . هو قاعد ع الكوينطة و مدلدل يدّو في الماء ، تملص من صُبعو الخاتم ، طاح في البحر . خاتم طاح في غريق البحر مازالش الواحد يخمّم عليه ؟ أيّا ربّي يخلف . البحريّة متاع السلطان في هاك البابورينو هذاكا يصطادوا في الحوت ، برّزوا نهارتها . كيف رجع للسّرايا و هبّطوا هاك الحوت الكلّ ، آذن قال : ” ابعثوا باي لفلان و باي لفلان و باي لفلان ، و منهم باي الوزير “.
الوزير قاعد في دارو و جابوا كيما تقول إنت كنَسترو بالحوت ، قالّو: ” هذايا هديّة بعثها سيدنا “. عيّط للطّبّاخة ، قاللها ” هزّ الحوت هذايا “. قبل ما تهزّ اختار منّو حوتة باهية ، قاروصة كيما تقول إنت ، قاللها ” هزّ هذيكا لهاك البنّاي مسيكن ، قُلّو يدبّر راسو فيها ، يطلع فيها و يهبط ، يشويها ولاّ يقلي ولاّ يعمل كيما يُظهرلو ، يشبع بيها “.
هزّت هاك الحوتة للبنّاي . ” سلّم على سيدي ، يكثّر خيرو .. ” . حطّها في الماء ، جبد الموس يقشّر فيها . هو شقّها و جبد الفرت متاعها يلقى في وسطها خاتم ، غزرلو ، يلقاه خاتم السلطان . خاتم السلطان ما يغباش فيه . السلطان مستانس كلّ جمعة يجيه للحمّام و قبل ما يدخل يغسل يخلّي عندو سطوشو و خاتمو و سلسلتو و منقالتو .. رمى الخاتم في المكتوب و مشى للوزير .
قالّو : – ” يا سيدي ” ، - ” نعم ” ، قالّو:
- ” نحبّك تقابل بيّا السلطان ” ،
- ” شنوّا ؟ نقابل بيك السلطان ؟ عجايب ؟ إييه .. هذا كفويا ماهو يا سيدي ؟ على خاطر عصيت أمرو و خبّيتك و عتقتك م الموت ؟ تحبّو اليوم يبخّر بلحمي ؟ هكّا ؟ اتّق شرّ من أحسنت إليه ؟ ” ،
قالّو : – ” يا سيدي تي إنت آش عليك ؟ كيف يسألك قُلّو اللي إنت نفّذت أمرو و رميتني في البحر ” ، ” و كيفاش جيت مالا ؟ ” ، قالّو ” تي قُلّو و آش دخّلك ، قُلّو رميتني في البحر و جيتك “.
أيّا رضى الوزير .
من غدويكا ع الصّباح خرج السلطان للمحكمة ، دخل الوزير ، الدّايرة و الفركاوات تصفّفوا ع اليمين و ع اليسار . جا باش حامبة حلّ الباب على فردتين و قال ” سيدي حاضر يا شكّاية “. تقدّم سي البنّاي ، دخل ، قدّم و وخّر ، عطى كار السلطنة ، السلطان يغزرلو ،
قال : -” آه ، تي هذا مش البنّاي ؟ وزير ” ،
قالّو : – ” نعم سيدي ” ، قالّو ” مش آذنتك هذايا بش تبحّرو ؟” ،
قالّو : – ” إي نعم يا سيدي ، أمرك مُطاع و ما نخالفش عليه . حطّيتو في شكارة و خيّطت عليه و ربطت معاه حجرة كبيرة و طرف رصاص و جيت لغريق البحر و رميتو . ما نعرفش هذايا منين خرج اليوم ، ما فهمتش يا سيدي ” ،
قالّو : – ” عجايب ؟ ” ،
قالّو : – ” لا عجب في أمر الله ، يُحيي العظام و هي رميم ” ،
قالّو : – ” كيفاش يا ولدي ؟ تي وين كنت ؟” ،
قالّو : – ” يا سيدي جبتلك سلام من عند سلطان البحر ” ، - ” شنوّا ؟ هو ثمّا سلطان في البحر ؟” ،
قالّو : -” إي نعم يا سيدي .. سيدي الوزير يكثّر خيرك و خيرو حطّني في الشّكيّرة و خيّط عليّا و ثقّلني مليح ، الله يجازيه خير ، و رماني في البحر ، غطست . سعدك و المسعودين جيت قدّ قدّ قُدّام السّرايا متاع سلطان البحر ، شدّوني العسكر ، ” هذا برّاني هذا شنوّا ، هذا منين جا ” .. طلّعوني للسلطان . قالّي ” كيف سبّتك ؟ ” ، حكيتلو ، قُلتلو اللي آنا صنعتي بنّاي و حكيتلو م الجملة ع الحمّام اللي بنيتهولك ، ياخي شدّ فيّا ما سيّب ، قالّي ” نحبّك توّا تبنيلي حمّام كيف اللي بنيتو لخويا سلطان البرّ ” و هالمُدّة الكلّ و آنا نبني ، حتى كمل الحمّام البارح . اليوم ع الفجر قالّي ” توّا بش نرجّعك للبرّ و سلّم على خويا السلطان و قُلّو يعمل مزيّة يبعثلي هاك الدّهّان اللي دهنلو الحمّام متاعو ” ، و هاو الأمارة ، و عطاني هالخاتم هذا قالّي هزّهولو . مدّلو الخاتم ، غزرلو السلطان ، لقاه خاتمو ، ما عادش عندو شكّ في النّازلة ، قال ” عنديش حدّ ، أيّا ابعثو جيبو الدّهّان . برّا يا باش حامبة قول للرّايس يحضّر البابورينو و يستنّاني و جيبو الدّهّان مقابلة نحبّ نهزّو للمرسى . فيسع باش ما نخلّيوش خويا السلطان يستنّى “.
حضرت الكرّوسة ، ركبوا ، مقابلة للمرسى ، طلعوا للبابورينو . الدّهّان مشالو باش حامبة جابو للمرسى ، ركب ، لقى السلطان و دايرتو و سي البنّاي واقف ، قالّو السلطان: ” يا ولدي ، راهو طلب عليك خويا سلطان البحر . البنّاي مشى بنالو حمّام ياخي هاو بعثلي قالّي ” نحبّ الدّهّان زادا ” ، مالا وليدي سلّم عليه و نحبّك تهنّيني و تخدملو خدمة في طريقها ، تمشيش تحشّمني معاه ؟” .
الدّهّان فهم ، عرف اللي صاحبو البنّاي ربطهالو ، لكن آش بش يقول ؟ حبّ يفركس بش يمنع ،
قالّو : – ” إي شبيه سيدي ، حاضر ، أمر السلاطين طاعة ، و كون متهنّي ، لكن بالله سامحني نمشي نجيب الماعون متاعي و نجي “.
قام البنّاي قالّو : – ” لا لا لا ، ماعون ؟ إيهيه .. هو خصيّص في الماعون ؟ الدّهن عندو على كلّ لون و الشّيط م الشّيك الكبار متاع التّبييض للشّيط بو 3 شعرات لبو شعرة لشيط القرنيزة لشيط الفيليتروات .. كلّ شي عندو بالبرشت . آنا كيف مشيت نبني تي ماهو لقيت الماعون الكلّ عندو “.
قال السلطان : – ” أيّا مش لازم ، بعد اللي هاو قالّك عندو كل شي ، أيّا الشّكارة “. جابوا الشّكارة .
قال البنّاي: – ” هات آنا نحطّو فيها و نخيّط عليها ، آنا نعرف كيفاش “
و دخّلو في الشّكارة و خيّط عليه خياطتين و ربط فيها حجرتين و قال ” هذيّا شويّا ، ثمّاشي حجرة أخرى ؟ “.
زاد ربط حجرتين أخرينا و هزّو هو بيدو و رماه في البحر و قالّو ” أيّا برّا في الامان و سلّم ع السلطان و بوسلي إيدو ، و براس خويا ما تحشّمنيش معاه “. و يا حافر حفرة السوء تحفر لقياسك.