يحكيو على تاجر تجارتو ماشية مليح و منزّلّو فيها ربّي البركة ، اللي يشريه يربح فيه و اللي يبيعو يربح فيه ، الحاجة اللي يحطّ فيها يدّو تكَيّلّو . غاروا منّو التّجّار في السّوق ، ما عادش مخلّيلهم قسم معاه ، ربطوهالو مع شَهبندر التّجّار ، ولّى يقامر فيه . لمّ رزقو و باع كل شي بشطر الحقّ و عندو مرتو و ولدو و قال ” يا اللي ما تخيّب قاصدك ” و ركب لبلاد أخرى .
استقرّ في هاك البلاد ، ما يعرف فيها حدّ . شرى دويرة سكن فيها هو و مرتو و ولدو . حلّ حانوت و قعد يبيع و يشري ، و الراجل صنايعي في فنّ التّجارة و عندو طاليح كيما يقولوا ، بدات أمورو ماشية لقُدّام . زاد حانوت أخرى و حانوت أخرى ، ولاّت قوافل ماشية لبرّ السّودان و شقوفات للاسكندريّة . الراجل كل يوم يزيد يستغنى حتى ولّى مبسوط لخشمو ، لكن البرّاني برّاني ، و لو ما ثمّا ولد بلاد إلاّ الفار ، اللي ما عندوش قدّاش من جدّ في بلاد ديما يتسمّى برّاني و النّاس يبداو متجنّبينو .
قدّر ربّي المرا ماتت . ما يحبّش يغيّر بنت عمّو و لو في القبر . ما خذاش مرا قعد هجّال راسو راس ولدو ، و يمكن زادا في بلاد غير بلادو و الناس ما يعرفوش قيمتو ما يلقاش اللي يضدّو . ما عليناش ، عايش هو و وليدو .
كبر هاك الولد ، اتبرشن ، ولّى عويزب مخالط العُزّاب اللي قدّو ، أولاد البلاد ، هذا ولد سي فلان و هذا ولد سي فلتان . كبر الولد حظّ الزّواج ، قال لبوه:
– ” يا بابا خوذلي مرا “
قالّو : – “وليدي بنت شكون بش ناخذلك ؟ شكونو اللي يعرف قيمتنا في هالبلاد ؟ آه لوكان في بلادنا توّا ننزلّك ع المًمّو و ما ناخذلك إلأّ بنت بوها و بنيها ، آما هوني وليدي شكون يعطينا ؟”
قالّو : – ” هاو صاحبي ولد سي فلان عندو أختو ، آنا نحبّ ناخذها “.
– “سي فلان ؟ أحنا نقدرو عليه ؟ هذاكا يحسبنا والا يعطينا ؟”.
أيّا كل حدّ سكت على نفسو ، لكن الولد ولّى لا ماكل لا شارب و كلّ يوم هو لتالي ختى خاف عليه بوه . ولدو وحيدو بش يموتلو على هالطّفلة .
هزّ نفسو و مشى لبوها خاطب راغب في بنت الحسب و النّسب . قالّو:
– ” شنيّا نسبتك إنت ؟”
قالّو : – ” آنا فلان الفلاني من البلاد الفلانيّة من أعيان هاك البلاد “.
قالّو : – ” أي و آش تكسب ؟”
– ” إيهيه ..” قالّو : “عندي و عندي و عندي .. تبارك الله خيرات ” هذاكا بو الطّفلة ما يكسبش عشُر اللي يكسبو هو .
قالّو : – ” مليح .. و الولد شنيّا صنعتو ؟”
قالّو : – ” ماهو ولدي “
قالّو : – ” اي شبيه إذا كان ولدك ؟ يُوفى مال الجدّين و تُقعد صنعة ليدين .. ما تعلّم حتّى صنعة ؟ لا شوّاشي لا صايغ لا حرايري ؟”
قالّو : – ” لا ما علّمتو حتّى صنعة، آما ماهو ناوي بش نخلّيلو الرّزق متاعي بعد ما نموت “. قالّو : – ” شكون يعرف عليه ما يتعدّاش مليح و يُوفى مالو ؟ هاك الوقت نقعد قايم بيه آنا هو و مرتو و زيد ولادو ؟”
قالّو : – ” عاد ما يجيش ، إذا كان نسبّقو الفلس و الهموم و الجوامد الكل حتى حدّ ما يعرّس و كلّ حدّ يخلّي بنتو في دارو .. هذا مش معقول “.
قالّو : – ” تعرفش كيفاش ؟ بش نعطيه بنتي يلزم تعطيه رزقك الكلّ “.
– ” رزقي الكل ؟ علاش ؟ ماهو كيف الناس .. هاو نعملّو صارميّة و نحلّو حانوت و نشريلو دار و نزهّزها و ربّي يوجّهو خير هو و مرتو “.
قالّو : – ” لا رزقك الكلّ اكتبهولو “. قعد هاك الشايب يخمّم و منها قال : ” تي آنا آش خاسر ؟ عندي والا عند ولدي ياخي مش كيف كيف ؟ والا بعد منام عيني مانيش بش نخلّيلو رزقي الكلّ ؟ أيّا ولدي ما ننفّخوش “.
و مشى كتب الرّزق الكل للولد ، ما خلّى لنفسو حتى قُنشارة ، و اللي عطى رزقو في حياتو طلب الله و لا غاثو . لكن العروسة ماهو قلنا بنت أكابر و هذاكا برّاني ، راجلها ما تحسبوش ، حاسبة نفسها عاملة عليه مزيّة كيف رضات و خذاتو ، تُحكم فيه و هو كلمة ما يتكلّمهاش قُدّامها عاطي للذلّ كارو . آما حمُوها هذاكا أقلّ من تفشة عندها و بدات تتقلّق منّو ، بدات تتضايق منّو .
كان يفطر و يتعشّى معاهم على فرد طاولة ، قالت امّسّخ و ياكل و يذرّي و هاك المنظر متاعو كي يبدا ياكل يقطع عليها الشاهية . ولاّو يحُطّولو وحدو و بداو ينقّلو فيه من بيت لبيت حتى رصّاتلو في بّيتة بحذا الكوري . الولد صيّاد و و عندو حصان مهمّ حطّو في الرّوا . ولاّو الخُدّام يهبّطو فطور الشّايب و عشاه لهاك البيت اللي بحذا الرّوا و هو لا صنعة لا صنيعة قاعد ثمّيكا النهار الكلّ و الحصان يُغزُرلو قُدّامو ، و البيت اللي حطّوه فيها قُلنا حصيرة في القاعة أكهو ، الحصان عايش خير منّو . في الليل السّايس يبدا مغُطّيه بزاورة ، و تقدام هاك الزّاورة تجي زاورة جديدة .
العروسة طلع عليها شهر صحيح ، جابت وليّد . أيّا كبر هاك الولد ، وصل كيما نقولو ل10 والا 12 سنة ، و كل عام الكنّة تزيد تكره الشّايب حتّى ما عادتش تطيق وجهو بالكلّ ، مش في الدّار ، الدّار ما عادش يدخللها هو ، آما حتى في الرّوا . ما تحبّش إذا كان يجيو ناس و يتفرّجوا في الدّار و في الرّوا و في الحصان و ينشدوا : “شكون هالشّايب هذا ؟” تقولّهم : ” هذاكا حمُويا”.
نهار قالت لراجلها :
– ” بوك ما عادش حاجتي بيه “.
قاللها :- ” كيفاش نعملّو ؟”
قاتلو : – ” طرّدو “
قاللها : – ” الله يبارك “.
الرّاجل ماهو قلنا طيّحها و يبوس ساقها قبل يدها ، مشى لبوه قالّو :
– ” الله غالب يا بابا ما عادش تلزمني هوني في الدّار “.
قالّو : – “كيفاش ؟”
قالّو : -” برّا على نفسك “.
– ” آنا نمشي على نفسي ؟ آنا بوك ؟ آنا مُولى هاك الرّزق الكلّ ؟”
قالّو : – ” الله غالب “
قالّو : – ” أي كيفاش بش نعيش ؟”
قالّو : – ” يا بابا بلاد كيف هذيّا فيها قدّاش من 100000 روح و لكلّهم عايشين ، ما ثمّا إلاّ إنت ما تنجّمش تعيش ؟”
قالّو : – ” مليح أعطيني بعض الحاجة باش ندبّر راسي “
قالّو : – ” ما ننجّمش ” ، و هو كلّ شي في يد المرا ما ينجّمش يتصرّف حتّى في 100فرنك . قالّو : – “خلّيني نبات حتى في الصاباط اللي قدّام الدّار “.
قالّو : – ” مليح على كيفك “
قالّو : ” لكن ماهو يلزمني فرش .. توّا آنا بش نعود نبات في الشارع و في هالشّتا و هالبرد ، أعطيني حتّى فرّاشيّة ” ،
قالّو : – ” منين ننجّم نخرّجلك فراشيّة آنا من الدّار ؟ هي ترضى ؟” ،
قالّو : – ” مليح ، هاك شريت البارح زاورة للحصان ، أعطيني الزّاورة القديمة “.
قالّو : – ” آه هكّا يمكن ” و عيّط لولدو ، قلنا عمرو 12 والا 10 سنة .
قالّو : – ” برّا للكوري اجبد هاك الزّاورة القديمة متاع الحصان و أعطيها لعزيزك .
دخل الولد للرّوا و الشّايب في جُرّتو ، جبد الزّاورة و منها قالّو ” استنّى ” و دخل يجري للدّار .
خرج في يدّو سكّينة ، طوى هاك الزّاورة هذيكا من النّصف و قصّها على ثنين و مدّلو شطر . قالّو : – ” شنوّا ؟ علاش تقُصّ فيها ؟”
قالّو : – ” هكّا “.
– ” عجايب ؟ مش بوك قالّك أعطيهالو الكلّ ؟”
قالّو : – ” لا آنا نعطيك كان الشّطر “.
قال : – ” يبدا الولد طلع أشوم من بوه “.
مشى يجري لولدو قالّو : – ” تي إنت عطيتني الزّاورة بكلّها و ولدك قصّها و عطاني منها الشّطر “.
قال : – ” عجايب ؟” ، عيّط لولدو قالّو :
– ” علاش تقُصّ فيها ؟ و الشّطر لاخر شنوّا بش تعمل بيه ؟”.
قالّو : – ” هذاكا يا بابا ماهو خلّيتهولك ليك إنت ” ،
– ” ليّا آنا ؟” ،
قالّو : – ” أي نهارت اللي تولّي كيفو نطرّدك ” ،
– ” شنوّا ؟ تطرّدني ؟ عجايب صار هي النّازلة هكّا ؟” و ترمى في القاعة يبوس في ساقين بوه و يبكي و ” يا بابا سامحني ” و دخل يجري للدّار ، البيت البريمة المًمّو قال:
– ” هذيّا بيت بابا و اللي ما يعجبوش حنك الباب “. من الدذاو في هالشّتا و هالبرد ، أعطيني حتّى فرّاشيّة ” ، قالّو ” منين ننجّم نخرّجلك فراشيّة آنا من الدذا