يحكيو على عزوزة ماشية في الشارع ، عفسلها واحد على طماقها في الحضبة شرَمهولها . قعدت تمشي ساق بساق و تفركس تلقاشي صبابطي ولا بلغاجي يعمللها غرزتين ولاّ يركّبلها وردة ، حتى لقات واحد ملاّخ .
– ” صباح الخير. “
– ” نهارك سعيد. “
قالتلو : – ” ترقّعليش هالفريدة ؟”
قاللها : – ” الله يبارك “.
خذاها من عندها ، قعدت هي ع العتبة ، رقّعهالها ،
– ” قدّاش وليدي ؟”
قاللها : – ” لا ميسالش يا أمّي. “
قالتلو : – ” لا خوذ ، قدّاش يلزمك ؟”
قاللها : – ” ميسالش ، آما تعملش عليّا مزيّة ؟”
قالتلو : – ” إذا كان نقدر علاش لا ؟” ،
قاللها : – ” آنا راجل غريب و عازب و ماذا بيّا نستحسن ، تلقاليش بنيّة حلال ؟”
قالتلو : -” أي شبيه ، نشوف لولدي. “
قاللها : – ” لكن نقولّك على الشّرط من توّا ، راني ندفع كيما نقولو 50000 نقد و لا حاجتي لا بزهاز لا بموبيليا ، يبعثولي الطفلة كيف ما هي و ليلة العرس لا نحبّ لا ناس لا فزعيّة ، أهوكا نبعثلك كرّوسة و ركّب البنيّة و جيبها إنت بيدك. “
قالتلو : – ” نشوف “.
مشات هاك العزوزة تخمّم شكون بش تخطب و على شكون بش تعمل هالمزيّة ، 50000 في هاك الزّمان هذاكا مش يغنيو فقري آما يغنيو حومة كاملة ، حتى تفكّرت اللي في زنقتها ثمّا مرا هجّالة عندها 3 بنات صبايا و حظّوا الزّواج و قلّيلة هبهب لا تكساب لا تعلام ، عايشة من خدمة الصّوف هي و بناتها .
مشاتلها ، قالتلها : – ” تعطيشي واحدة من بناتك لو كان من يخطبك ؟”
قالتلها : – ” إذا كان يجيني ولد حلال علاش لا ؟ المرا ما إيلها إلاّ براجل ، لكن ماك تعرف الحالة يا خالتي فلانة ، لا عندي لا بش نزهّز لا بش نحلّ عروسات ، اللهم لبّيك ، تمشي في حوايجها في فليجة. “
قالتلها : – ” هذيّا اتهنّى منها ، الراجل ما حاجتو بشي ، قالّك اللي يستر يكفي و النّقد راهو 50″. المرا قُلنا قلّيلة و 50هذي كيما نقولو اليوم يجيو 50مليون ، طاحت قلاقمها على هاك الكمشة فلوس هذيكا ما كانتش تحلم بيها حتى في المنام ، قالت : ” جازتّو “.
أيّا مشات العزوزة خبّرت الراجل ، مشاو للعدول ، كتبوا الزّداق ، قربع الفليسات ، قال العرس كيف ما نقولو ليلة الجمعة ، ليلة الجمعة بعد المغرب تكون العروسة حاضرة و العزوزة معاها ، تاقف الكرّوسة قُدّام الدّار ، تركّبهم توصّلهم . خذات المرا هاك الفلوس ، شرات ليلتها 3 أرطال لحم و زوز كيلو مقرونة و عملوا عليهم فيشطة .
من غدويكا خرجت قصّت و فصّلت لبنتها اللي يلزم . جات ليلة الجمعة ، العزوزة م العشيّة قاعدة بحذاهم تستنّى . بعد صلاة المغرب وقفت الكرّوسة قُدّام الدّار ، تلحّفت العروسة ، بقّات أمّها و إخوتها بخير ، بوس و تعنيق و طرف دموع و الخشومات حمارت شويّا ، خرجت هي و العزوزة ركبوا .
دوقة دوقة وصلوا لحانوت سي الملاّخ ، البّيّب مشقّق ، دخّلتها . قالتلو :
– ” أيّا ولدي هاي الأمانة ، إن شاالله بالهنا و الذّريّة الصّالحة. “
قاللها : – ” يامّي ما تغيبش علينا ، أهوكا غدوا الحيّ الصباح طُلّ عليّا “. مشات على نفسها . سكّر هو باب الحانوت .
– ” عسلامة يا للاّ ، زارتني البركة ، اتفضّل ” ، قعدت تغزر يمينة و يسارة وين بش تتفضّل ، حانوت ملاّخ ، فُمّها في قاعها ، هاك الطّويولة اللي قدّها قدّ ركايبو مقسومة بّيتات بّيتات ، وحيدة فيها المسامر ، وحيدة فيها الشّوك و لُخرى فيها السّيمينسة ، وحيدة فيها طريّف شمع أصفر قال الغربي تقرّميّة . دزّلها كرسي كلخ ، قاللها : ” اقعد هوني يالاّ “. غزرتلو ، هزّتّو و حطّتّو ، غزرت لهاك الكرسي ، أيّا قعدت على شافتو .
جبدلها من تحت هاك الطّاولة هذيكا صحن فيه طرف زيت و كعيبات زيتون و قريّن فلفل مسيّر و شطر ليمونة ، حطّ قُدّامها كسرة خبز و قاللها اتعشّى . ما عجبها حال ، قالتلو : ” شبعانة “. سكت على نفسو و جبد فردة بلغة و قعد يرقّع فيها ، رقّعها جبد غيرها ، كمّلها جبد غيرها . عقاب الليل قاللها :
– ” يا لندرا يا بنتي آنا و الزّمان و إنت ولا آنا و الزمان وحدي ؟” ،
قالتلو : – ” أحيتك وحدك وخيتي آنا خاطيني “. سكت عليها و قعد يخدم ، الليل الكل و هو يسمّر و يخيّط و يدقّ بالمطرقة و هي مسفّدة على هاك الكرسي كلخ و تتثاوب ، ظهرها ولّى عصا .
صبّح الصباح و ربّنا الفتّاح ، اللي يصلّي ع النّبي يربح ، دقّت العزوزة
– ” صباح الخير نهاركم سعيد ” ،
قاللها : – ” يامّي سامحني بش نزيد نتعّبك ” ،
قالت : – ” لاباس ؟” ،
قاللها : – ” أعمل مزيّة آقف على راس الزّنقة تتعدّاشي كرّوسة ، نقولو يتعدّاشي بيبي ، جيبها “.
أيّا جابت الكرّوسة ، قاللها :
– ” هزّ البنيّة لامّيمتها راهي مطلّقة “. ركبت معاها وصّلتها لأمّها ،
قالتلها : – ” أيّا هاي أمانتك يالاّ ” ،
– ” ووه آش فمّا ؟ ماهو لاباس ؟” ،
قالتلها : – ” وخيتي و الله ما نعرف ” و مشات على نفسها .
هيّا تعدّات كيما نقولو جمعة ولا 10أيّام ولا جمعتين ، جات التّعدية على هاك الحانوت ، قاللها : – ” صباح الخير يامّي ” ،
قالتلو : -” يصبّحك بالخير ” ،
قاللها : – ” تي ما تشوفليش مريّة أخرى ؟ ” ،
– ” ووه ” قالتلو ” إنت طلاّق ” ،
قاللها : – ” لا شبيه ، تي ماهو بالمكتوب “. بدا في جُرّتها ، قالتلو :
– ” مليح نشوفلك ” ،
قاللها : – ” راهو الشّرط كيف العادة و النّقد كيف كيف زادا “. مشات على نفسها .
لشكون بش تمشي .. تمشي تزيد تخطب أخت هاك الطفلة هذيكا ، زهما أمّها تعطيها ؟ قالت : ” أيّا نمشي نشوف ، شكون يعرف “. مشات خطبت الثانية ، عطاتها أمّها ، كتبوا الزّداق ، قبضت الفليسات . ليلة العرس هزّتها العزوزة في الكرّوسة وصّلتهالو . يا سيدي اللي جرى في لولى جرى للثّانية ، ع الصّباح خرجت مطلّقة .
نصف شهر بعد هاك الوقت هذاكا ، تعدّات ، شدّها ،
– ” هيّا اخطبلي مرا ” ، قالتلو :
– ” يزيني عاد ، لولى عسل و الثانية سمن ، خليتني حاشمة مع المرا “. بدا يلحلح بيها حتى رضات . لشكون بش تمشي ؟ قالت : ” بربّي نمشي نخطب الثالثة و نشوف “. مشات لأمّهم ، قالتلها : – ” ألف و أعوذ بالله ، هذايا طلاّق ، آنا عمري ما عاد نعطيه ” ، قالتلها الطفلة :
– ” يامّي تي علاه تتعرّضلي في باب السّعد ؟ أعطيني ، ياخي تحبّني نقعد حتو نظفر الشّيب ؟” ، قالتلها :
– ” ووه ما شفتش إخوتك ؟ ” ،
قالتلها : – ” شبيه عاد ؟ شمدخّلني في إخوتي ؟ كل حدّ و سعدو ” ،
قالتلها : ” مليح “. عطاتها .
ليلة العرس جات الكرّوسة هزّتها هي و العزوزة ، وصّلتها لهاك الحوينتة المعلومة و بقّاتهم بخير و مشات . سلّم عليها كيف إخوتها ، دزّلها هاك الكرسي الكلخ المحنون ، قعدت .
– ” عسلامة ” ، قالتلو :
– ” يسلّم سيدي ” ،
– ” اتفضّل ” ،
قالتلو : – ” يتفضّل عندك كل خير “. جبدلها هاك الصّحن المعلوم و كسرة الخبز و قاللها :
– ” أيّا اتعشّى “. ادّنّات ، قصّت الخبز ، بدات تاكل ، قدمت قرن الفلفل المسيّر و فرّغت الماء متاعو في الزّيت ، قصّت هاك الشّطر ليمونة و تاكل و تتبنّن و تقول : ” مابنّو ، ذوق يا سيدي ، تي كول ياخي بش تبات الليلة بلاش عشا ؟” ، مدّ يدّو و كلا معاها . أيّا اتعشّاو و تحمّدوا و تشكّروا و منها قال : – ” يا لندرا آنا و الزمان و إنت ولا آنا و الزمان وحدي ؟ ” ،
قالتلو : – ” ووه علاش وحدك اللّطف ؟ وين ساقيك وين راسي . إنت سيدي و مولى بيتي و المال يغدا و الرّجال تجيبه و راسك حيّ برك ، و حتى إذا كان خدمتك كسدت ، آنا صنعتي في يدّي نخدم الصّوف ، و إنت راجل بين الرّجال ما يعلم بيك حدّ شنوّا حالك و شنوّا اللي في دارك حتى تتقعّد الأحوال و راهو ما يدوم حال ” ،
قاللها : – ” راني ما عندي إلاّ هالحوينتة و هاك تشوف فُمّها في قاعها ، ما فمّاش حتى الواحد وين يدور ” ،
قالتلو : – ” عاد اللي كفى لواحد ماهو يكفي لثنين . الجود م الموجود و ربّي يجيب خيرو “. وقتها قام . فمّا بّيّب وراه ما شافتّوش هي ، موقّف عليه فرد حصيرة ، دزّ هاك الحصيرة هذيكا و حلّ الباب و قاللها : ” زوز هوني “.
قامت دخلت ، دار عزيزة و غالية و خسّة تفيّع و 4 بيوت متناظرين ، و لا نعيم إلاّ نعيم لآخرة . الثّريّات توَلعج والزّرابي و الموبيليات العظيمة و طاولة منصوبة من هوني لغادي و صفّ علاجي داروا بيها كلّ واحد كبّ من جهة ، دخّلوها البيت ، نحّاولها هاك الحوايج ، لبّسوها م الذّهب حتى صفارت و م الجوهر حتى بياضت . و خلط سي الملاّخ لابس كسوة أخرى و شباب تظهر منّو ليلة السّودا و قاللها : ” يجعلك زوجتي دنيا و آخرة . جرّبت و ما لقيت إلاّ إنت اللي تحظّ هالخيرات الكل ، و المرا باش تعيش مع الراجل يلزم ترضى بخيرو و بشرّو و تعدّي حتى يجيب ربّي وجهها للضّو.”