يقولوا اللي البكّوش ما تفهم لوغتو إلاّ أمّو ، و كذلك المهبول ، مش أمّو ، آما المهبول اللي كيفو . العاقل ما ينجّمش يتفاهم مع المهبول ، آما كيف تجيبلو واحد كيفو يشوف كيفاش يبداو متفاهمين .
قالّك هاك العام هرب مهبول من التّكيّة ، ماهو كانوا يحطّوا فيها هاك المهبّلة الهايضين اللي يبداو يتصايحوا و يقطّعوا و يريّشوا و يضربوا و يقتلوا و يبداو عاملين عليهم عسّة صحيحة ، و اللي مكتّف و اللي في سلسلة و اللي ملطوخ في الحيط .
نهار واحد منهم غافل العسّاسة و فلت ، وصل حتى للباب ، حلّ الباب ، خرج ، اتسيّب في الشّارع ، بدا يجري . قامت الصّيحة ” مهبول هرب من التّكيّة ” و كل واحد هارب من جهة خايف على نفسو لا يضربوش بعض الضّربة ، و هو كاينّو صيد اتسيّب م القفص و عينيه تتشاعل و لحيتو تخوّف ، ماهو لا يحجّمولهم لا حتى شي .
وصل الخبر لبربار ، جبد الصّوت و شدّ جُرّتو . بربار هذايا كانوا يعرفوه هاك العام، اليوم 50 سنة ولاّ قدّاش ، هذاكا هو اللي يعسّ ع المهبّلة في التّكيّة . شدّ جُرّتو ، شدّ شدّ شدّ ، شي ، اللي يشوف المهبول جاي يلصق الحيط ولاّ يعمل على ساقيه و يقول ” أخطى راسي و أضرب “.
يجري هاك المهبول حتى وصل قُدّام جامع القصبة . ثمّا راجل ماشي و معاه وليدو ، كان يشريلو في شاشيّة و مروّح بيه . هاك الوليّد هذاكا عمرو عامين ولاّ عامين و نصف ، آش اللي حتى خُطوتو مازالت مش ثابتة و بوه شادّو من يدّو باش ما يعثرش و ما يطيحش ، يخلط هاك المهبول جاي يجري من تالي . وقت اللي حسّ اللي كلاه الحافر و قرب لبربار ، يخطف الولد و يدخل بيه للجامع .
باب الصُمعة محلول ، دخل و بدا طالع في الدّروج . تلمّت النّاس ، خلط لبربار بالصّوت متاعو . بو الولد يضرب على وجهو و كشاكشو على فُمّو ، و واحد زعيم نقّز طلع على الصّمعة . المهبول سمعو طالع في جُرّتو زاد جرى ، حتى وصل لفوق بالكلّ و طلّ م الشّبّاك و خرّج الولد و قال ” إذا كان تقربولي راني نرمي هالولد ” ، و إذا كان ترمى الولد م الشّبّاك متاع الصّمعة ما يوصل للقاعة إلاّ طرف ما يلحق طرف .
قعدوا هاك الناس باهتين كيفاش بش يعملوا . واحد قال نجيبو سلّوم ، قالولو ” كان تُنصب السّلّوم ع الصّمعة تي ماهو يرمي الولد “. واحد قال نجيبو خبا ننصبوه ، قالولو ” تي كي تُنصب الخبا م الجهة هذي ماهو يرمي الولد م الجهة لُخرى “. اللي يفكر فكرة تطلع مش في طريقها و سلّموا أمرهم لله . و أمّ الولد وصللها الخبر ، خلطت و بدات تتجونح .
ولّى بربار ، بربار ماهو ليل مع نهار و هو في وسط المهبّلة و ولّى يعرف أمورهم و يفهمهم تقريب ، قال لهاك الناس ” ركّحوا الكلّ ، حتى حدّ ما يقرب و حتى حدّ ما يتكلّم ، خلّيوني آنا ندبّر “.
و قلب النّعال رجع للتّكيّة . جا لواحد م المهبّلة ، حلّو السّلسلة و خرّجو معاه ،
قالّو : – ” اسمع ، آنا نعرفك عاقل و نشهد فيك بالعقل ” ،
قالّو : – ” أي عمّ بربار ” ، قالّو ” أي آهاه ، آما ظالمينك ، لكن آش نعملو يا ولدي ، هاني قاعد نحسّنلك في حياتك ، تو نشوف تو ندبّر كيفاش نسيّبك .. آما شفت فلان ؟ تعّبنا اليوم و هرب و شدّ ولد صغير طلع بيه للصّمعة و قال يحبّ يرميه من ثمّا . وليّد صغيّر آش عمل ، مازال ما شاف شي في الدّنيا ، ملايكة . اسمع يا فلان ، هالنّازلة هذيّا آنا نعرفها عندك ، دبّر ، رُدّو كيفاش ترُدّو للصّواب و تمنّع هالولد م الموت ” ،
قالّو : – ” آه اتهنّى ، أي تعرفها عندي “.
دخلوا للجامع ، وصلوا تحت الصّمعة ، هزّ راسو ، شاف صاحبو . قالّو : –
” آه يا قليل العشرة ، هكّا تخلّينا وحدنا فلان و فلان و فلان ، و فلان اللي تحبّو ؟ و فلان اللي مستانس تلعب معاه في الخربقة و فلان .. ما عزّ بيك حدّ منّا ماشي هكّا و مخلّينا ؟ هاك الكُمبي متاعنا الكلّ يقعد ناقص ؟ و شنيّا سهرتنا الليلة بلا بيك ؟ كيفاش بش تكون عشويّاتنا و هاك الجُوهريّات اللي مستانسين نعملوهم في الصّباح ؟ كيفاش يتعدّاولنا في غيبتك ؟ .. أيّا ألعن الشيطان و هيّا أرجع معايا للجماعة ” ،
قالّو : – ” تمشي من قُدّامي ولاّ نرمي هالولد تو نجلّد بيه القاعة ؟” . الراجل ما مستعرف بحتى شي و حتى صاحبو ما حبّش يفهمو . ولّى لاخر قال لبربار ” خلّي كل شي هكّايا . اسكتو يا ناس و لا تقّلقوه لا تقولولو حتى شي . هيّا معايا عمّ بربار “.
خرجوا م الجامع . كل حانوت يطلّ عليها ، هذي حانوت دبّاغ ، هذي حانوت عطّار ، هذي حانوت حجّام . دخلوا للمَرّ حتى وصلوا لحانوت شريف الزّريبي ، هاك التّصاور و هاك لافاريات و نعرفش شنوّا و هاك الغرابل و منشار .
- ” السّلام عليكم ” ،
- ” وعليكم السّلام ” ،
قالّو : – ” بربّي اعمل عليّا مزيّة سلّفنا هاك المنشار هذاكا دقيقة من زمان ” ،
قال : – ” كيفاش ؟ هذاكا ماعوني نخدم بيه و هذي ما جات في كتاب يا ولدي ، ما ننجّمش نعطيك ماعوني ” ،
قالّو : – ” أعمل معروف ، أعطيني هاك المنشار دقيقة من زمان “.
تكلّم عمّك بربار قالّو : – ” آنا ضامن ما تخافش ، نو نجيبهولك آنا بيدي “.
خذا المهبول هاك المنشار هذاكا و رجع للجامع و لاخر في جُرّتو ، من حينو يضرب الصُمعة و مكّن المنشار في الحيط متاع الصّمعة . لاخر يطلّ م الشّبّاك ، شاف صاحبو داخل م الباب و يتبّع فيه حتى وصل للصّمعة ، و جبد المنشار و بش يجرّ،
قالّو : – ” شنوّا ؟ شنوّا ؟ آش بش تعمل ؟” ،
قالّو : – ” بش نحصد أمّها م السّاس ” ،
قالّو : – ” هكّا ؟ ترضاني وخيّك نموت ؟ ” ،
قالّو : – ” تهبط ترُدّ الولد لامّاليه ولاّ تو نهبّطها الصّمعة بكلّها ؟” ،
قالّو : – ” مالا ما تعمل حتى شي ، هاني هابط “.
و هبط حاشاك حاشاك ، و رجع الولد لبوه و أمّو ، و حطّ يدّو في يدّ صاحبو و شدّوا الثّنيّة للتّكيّة و بربار وراهم يطرشق في الصّوت متاعو.