[vc_row][vc_column][vc_column_text]
كيفية التعلم عن بعد: بعض النصائح
لقد حاول أغلبنا تعلم لغة ما رغم أنهم لا يعيشون في مجتمع يتكلمها. فقد يحدث أن درسنا لغة ما سواءا في المدرسة أو بمفردنا. لقد كانت هذه على الأرجح بالنسبة لمعظمنا محاولة غير ناجحة نسبيا. و لكن لماذا حصل هذا؟
بما أن اكتساب اللغة هو مسار نمو من خلال المشاركة في مجتمع لغوي فلا عجب اذن أن يكون اكتساب اللغة خارج إطار هذا المجتمع بالأمر الصعب. كيف يمكنك المشاركة في مجتمع لا تعيش فيه؟ أتستطيع المشاركة بطريقة ما من الخارج أو بشكل عملي؟ هل تحتاج إلى تجاهل الاعتبارات الاجتماعية والثقافية تماما ومجرد محاولة تعلم قدر ما تستطيعه معرفيا؟
إنّ المسار الذي ستتخذه يتوقف على عدة عوامل. أولا وقبل كل شيء، ماذا تريد أن تفعل باللغة التي تتعلمها؟ إذا كنت لا ترغب في المشاركة بالمرة في المجتمع الذي يستخدم اللغة التي تريد أن تتعلمها، فسيكون الأمر مضيعة للوقت. لذلك فإن أغلب الناس يأملون المشاركة بطريقة ما في بعض الأحيان. كيف و كم و ما مدى عمق المشاركة التي تخطط لها في هذا المجتمع ستحدد ماهي الخطوات التي ستتخذها في تعلم اللغة.
ثانيا ماهي الموارد/ الناس المتوفرة حيث أنت تعيش؟ هل هناك مجموعة من الناس (أو شخص واحد على الأقل) يتكلمون اللغة؟ هل هناك تسجيلات / برامج تلفزيونية / كتب / أحداث بهذه اللغة؟ ماذا يمكنك أن تجد على الانترنت؟ إن الموارد (والأهم من ذلك، الناس) المتاحة لك سيكون لها تأثير كبير على مسار تعلمك للغة.
فلنقل، على سبيل المثال، أنك رجل أعمال تقوم برحلات إلى مجتمع اللغة ولكن لا تعيش هناك. اذا لم يكن لديك أي تواصل مع متكلمين أصليين للغة ما حيث أنت تعيش ففرصتك الوحيدة للتفاعل هي عندما تقوم برحلة عمل. قد ترغب في اجراء بعض من أعمالك باللغة المحلية لكنك تشعر أن ذلك مهمة مستحيلة.
إذن ما العمل؟ أولا وقبل كل شيء، فكر في السبل التي تريد التفاعل بها في اللغة مستقبلا، ومن ثم حاول تكرار تلك التفاعلات في سياق تعلم اللغة. بالطبع، لا يمكنك البدء في عقد اجتماع عمل من اليوم الأول، ولكن يمكنك البدء في القيام بأنشطة متعمدة و التي مع مرور الوقت ستبني مهارات التواصل الخاصة بك و ستقودك في النهاية إلى نقطة حيث يمكنك البدء في إجراء اجتماعات باللغة. كيف ستقوم بهذا إذن؟ استفد من الوقت الذي تقضيه مع الناطقين باللغة عن طريق القيام بدورات تعلم لغة التواصل والحصول على تسجيلات قابلة للاستخدام من تلك الجلسات بحيث يمكنك الاستماع إلى التسجيلات عندما تكون بعيدا عن ذلك المجتمع. ستحتاج الى انتاج كلام مفهوم وفي مستواك والذي تستطيع سماعه ومشاهدته من أجل مواصلة المشاركة عمليا حتى و ان كنت بعيدا عن المتكلمين بتلك اللغة. ثم ستحدد شيئا فشيئا المستوى الذي ترغب أن تبلغه في مشاركتك.
على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في عقد اجتماعات عمل، سوف تحتاج إلى القيام بأنشطة أصعب وأصعب، والذهاب من الأوصاف البسيطة إلى قصص بسيطة إلى قصص أكثر صعوبة ثم إلى الحجج والآراء. تحصل في كل خطوة من هذا الطريق على الكثير من التسجيلات الجيدة التي يمكنك الاستماع لها عندما تكون بعيدا عن مجتمع اللغة. في نهاية المطاف، ستحتاج إلى بناء الأنشطة التي تحاكي فيها اجتماعات العمل، التقديم، الرد على الأسئلة، والمشاركة في المناقشات.
الشيء المهم الذي يجب تذكره هو أن تعلم اللغة يستغرق وقتا طويلا، وأن التعلم عن بعد يستغرق وقتا أطول. فإذا كنت ترغب في المشاركة على مستوى أعلى، قد يستغرق هذا منك وقتا طويلا جدا للوصول إلى أهدافك. إن مقدار الوقت الذي تستغرقه للمشاركة في مجتمع اللغة ، ونوعية وكمية التسجيلات التي استمعت إليها و نوعية و كمية المواد الأخرى المتاحة في اللغة (أشرطة الفيديو على الانترنت والبرامج الإذاعية والكتب، الخ .) و مقدار المشاركة التي يمكن أن تديرها عن بعد (سكايب، والمكالمات الهاتفية، وما إلى ذلك) ستحدد الى أي مدى ستكون طرقك و عرة. وبعبارة أخرى، فليكن لديك منظور واقعي حول مقدار العمل الذي ستبذله لتعلم اللغة ، و في الأثناء كن متفائلا حول مواصلة التقدم . على الرغم من أن التعلم عن بعد هو أصعب بكثير، لكن يمكن القيام به!
[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]